كشفت قرعة الدور ربع النهائي لبطولة دوري الأبطال الأوروبي عن إتاحة الفرصة من جديد أمام برشلونة حامل لقب الموسم الماضي للقاء وصيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي في النهائي، في تكرار لموقعة روما التي جمعتهما في ختام النسخة الماضية.
وعلى الرغم من اعتبار القرعة قاسية بحق البطل ووصيفه، حيث سيلعب برشلونة مع أرسنال الإنجليزي، بينما يتحدى مان يونايتد عزيمة بايرن ميونيخ الألماني، إلا أن عدة عوامل ترجح سير الفريقين من جديد إلى نزال مباشر على الكأس.
فبرشلونة الذي فاز بستة ألقاب العام الماضي حافظ على هيكله الأساسي وأضاف نجمه ليونيل ميسي دور الهداف إلى مهامه، كما يحافظ الفريق على صدارة الدوري الإسباني بفضل عناصر خبرة قد لا يملكها أرسنال الذي يواصل مدربه أرسين فينجر الرهان على عنصر الشباب.
ويبدو أرسنال رغم بلوغه هذا الدور محل شك من قبل المراقبين، حيث لم يواجه صعوبات تذكر في مسيرته بالبطولة التي ساندته فيها القرعة منذ البداية بوقوعه في مجموعة سهلة تصدرها على حساب أوليمبياكوس اليوناني وألكمار الهولندي وأندرلخت البلجيكي.
وحين بلغ أرسنال دور الستة عشر، حالفه الحظ مرة أخرى ومنحه مواجهة سهلة مع بورتو الذي تراجع للمركز الثالث في الدوري البرتغالي، ليقدم المدفعجية عرضا قويا خاصة في لقاء الإياب في لندن الذي حسموه بخماسية بيضاء.
ويعتبر برشلونة أول اختبار حقيقي يلقاه فينجر الذي يعاني ككل موسم من إصابة نجمه هجومه الهولندي روبن فان بيرسي، إضافة إلى احتدام الصراع بينه وبين منافسيه على لقب الدوري الممتاز في الأسابيع المقبلة.
وعلى النقيض من خصمه، تصدر برشلونة مجموعة صعبة تفوق خلالها على فريق من العيار الثقيل هو إنتر ميلان الإيطالي، قبل أن يطيح بشتوتجارت الألماني في دور الستة عشر.
ويملك برشلونة ذكرى طيبة للتفوق على أرسنال في نهائي نسخة 2006 حين قلب الكتالونيون تأخرهم بهدف للاعبهم الحالي تييري هنري، إلى فوز باثنين فيما عرف بمعركة باريس.
وفي حال نجاح برشلونة بالفعل في تجاوز أرسنال، فإنه قد يكرر المواجهة مع إنتر في قبل النهائي خاصة وأن الفريق الإيطالي يعتبر هو المرشح للفوز بمباراته مع سسكا موسكو الروسي.
أما مانشستر يونايتد الذي نجح مدربه سير أليكس فرجسون في تعويض رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن طريق اللعب بتوازن بين الجناحين وإتاحة مساحة أكبر من الحرية للهداف واين روني، فيبدو أيضا مرشحا لتجاوز عقبة بايرن.
وكان الشياطين الحمر قد وجهوا رسالة تحذيرية لجميع الخصوم في دور الستة عشر حين تفوقوا على ميلان الإيطالي صاحب سبعة ألقاب ذهابا وإيابا، بالفوز 3-2 في قلعة سان سيرو، وبرباعية بيضاء في الإياب على ملعب أولد ترافورد.
وعلى الجهة الأخرى، يبدو بايرن يعاني الأمرين في نسخة العام الحالي، فتجاوز دور المجموعات بصعوبة في الجولة الأخيرة كوصيف لبوردو الفرنسي قبل أن يتأهل إلى ربع النهائي بفضل احتساب هدف من تسلل واضح سجله مهاجمه ميروسلاف كلوزه في لقاء الذهاب أمام فيورنتينا الإيطالي في المرحلة السابقة.
ويعاني بايرن بشكل واضح من عدم وجود بديل كفء لمدافعه الأرجنتيني المصاب مارتين ديميكيليس وهو ما بدا واضحا خلال خسارته 2-3 أمام فيورنتينا في إياب ثمن النهائي، فضلا عن الهفوات المتكررة من المدافع البلجيكي دانييل فان بويتن.
ولا تبدو المشاكل الدفاعية مجرد نقطة ضعف يسيرة أمام هجوم يقوده روني الذي سجل 32 هدفا لمان يونايتد في مختلف المسابقات حتى الآن.
ومثلما هو الحال بين برشلونة وأرسنال، يملك مان يونايتد ذكرى طيبة للتفوق على بايرن، حين قلب في الوقت بدل الضائع تأخره أمام بهدف في نهائي 1999 في برشلونة إلى فوز باثنين في عام حصد فيه فيرجسون ثلاثية تاريخية.
ويبدو مانشستر في حال عبوره للاختبار الألماني أكثر استعدادا لتجاوز عقبة الدور قبل النهائي حيث سيقابل الفائز من القمة الفرنسية الخالصة بين ليون وبوردو الذي يعتبر تواجدهما في الدور الثمانية مفاجأة في حد ذاته.
وتبقى المؤشرات تسير باتجاه وصول برشلونة ومان يونايتد إلى نهائي مدريد مثلما كان الحال في روما، إلا أن تكرار النتيجة يبدو بمنأى عن التوقعات نظرا لظهور عامل الثأر من جانب الشياطين الحمر.