تكلم .. !
تَكَلّمْ لا تكنُ أَبْكَمْ
تكلّمْ يا ابنَ من ..
قَطَعوا له الشّفتينِ
والتاريخُ لا يَعْلَمْ
تكلّمْ فالذئابُ السودُ
لا تَرحمْ
وأَطْلِقْها مُدّوِّيةً..
وأَسْمِعْها لمن وَقَفوا....
على شَفَتيكَ واعْتَرَفوا
لِمَنْ حَرَفوا
شراعَ الشمسِ
وانْحرفوا
لِمَنْ ركعوا..
لِمَن زحفوا
وأرْسِلْها إلى الدنيا
إلى مَن عاندوا التيارَ
فانجرفوا
فإن صَدِئَتْ مَراسينا
فما زالتْ مراسيهم
على الأعناقِ مرفوعةْ
وإن جَفّتْ سنابِلُنا
فما زالتْ سنابلُهم
على الأكبادِ..
في الشريانِ مزروعةْ
هناك مواكبُ الشهداءِ
تحت الأرضِ تَرْتجفُ
تُقاضيهمْ...
تُذكّرُهمْ
بِمَنْ ضَحّوا...
بمن نَزَفوا
هناكَ القدسُ
قد قَصّتْ ضَفائِرَها
لِتًَجْلِدَ كلَّ مَنْ
جرحوكَ يا شََرَفُ
فيا شَلاّلَنا الأَحمرْ
تَدَفّقْ في روابينا
ويا زيتونَنا الأَخْضَرْ
تَمايَلْ في مَغانينا
وأَسْمِعْ كلَّ من
يَسْمعْ
تَكلّمْ قبل أن تُصْفَعُ
وأَخْبِرْهُم :
بأنّ القدسَ لن ترجعْ
بغيرِ مواكبِ الشهداءِ
والرشاشِ والمدفع
تَكَلّمْ لا تكنُ أَبْكَمْ .. !