يوم يبدأ شهر يونيو, هذا الشهر الاستثنائي الذي لا يأتي إلا كل أربع
سنوات و ينتظره عشاق كرة القدم في كل بقاع الأرض لينعموا و يستمتعوا
بوجبات كروية دسمة يؤمنها لهم 32 منتخباً من كل قارات العالم .
النسخة التاسعة عشرة للبطولة -التي انطلقت قبل 80 عاماً في
أورجواي- نسخة غير اعتياديه بأتم معني الكلمة لأنها تقام علي أراضي
إفريقية لأول مرة في تاريخها و سيضمن من خلالها أحباء الساحرة المستديرة
منافسة في غاية الشراسة بين كبار كرة القدم العالمية التقليديين الذين سبق
لهم التتويج باللقب(البرازيل – إيطاليا- ألمانيا – أورجواي-
الأرجنتين- إنجلترا- فرنسا) وربما يبزغ نجم أحد المنتخبات غير المعروفة و
يذهب اللقب الأغلى و الأهم لمنتخب واعد و يرتفع عدد من أحرزوا اللقب
الثمين للرقم ثمانية.
الاستعدادات للبطولة علي قدم و ساق و جماهير المنتخبات المشاركة تتابع
مباريات منتخباتها علي أحر من الجمر و تنتظر مشاركة نجومها المفضلين
للدفاع عن الألوان الوطنية و حتى عشاق كرة القدم المبتعدة منتخبات بلدانهم
عن النهائيات ينتظرون هذا المحفل الكبير و يتحسرون علي غياب نجوم كانوا
ينتظرون منهم التألق و الإبداع و تصدمهم أنباء غياب مشاهير النجوم عن
قوائم المنتخبات و علي رأس هؤلاء بالطبع قائد الماكينات الألمانية المبدع
ولاعب تشلسي مايكل بالاك و زميله في "البلوز" مايكل إيسيان جوهرة غانا
النفيسة.
شهر كامل من الأشغال الكروية الممتعة يتنافس خلاله 736 لاعب ينشطون في
أكبر الأندية العالمية و يأمل جميعهم في ترك بصمته في هذه المناسبة
الكبيرة و مد يد العون لمنتخب بلاده لتحقيق إنجاز يمثل كل سبل الفخر و
الاعتزاز لجماهير قد تنسي تفاصيل كثيرة في حياتها و لكن تتذكر من كان لهم
السبق في هز شباك منافسيها و الدفاع عن ألوان منتخباتها بكل تفاني و إخلاص
في أميرة البطولات .
الكل يتساءل في شوق هل يستعيد "السليساو" سيد كرة القدم في العالم نغمة
التتويج ويفوز بلقبه السادس, أم يحافظ منافسه "الأزوري" علي اللقب الذي
فاز به في النسخة الأخيرة و يعادل الرقم القياسي للأصفر و الأزرق الممتع؟
وتتواصل أسئلة العشاق من الجماهير المحلية و تخمينات الأحباء من أنصار
كبار كرة القدم العالمية , هل تفعلها "الماكينات الألمانية" للمرة الرابعة
و يٌعيد يواكيم يوف اللقب الذي أحرزه زملاء ماتيوس مع القيصر بيكنباور منذ
20 عاماً؟
لن تتوقف الترشيحات و المراهنات قبل البطولة و حتى بدايتها بلقاء منتخب
جنوب إفريقيا (صاحب الضيافة) مع المنتخب المكسيكي في الحادي عشر من يونيه
الجاري و حتى أثناء فعاليات هذه النسخة التي تُختتم في الحادي عشر من
يوليو القادم و سيمني عشاق "التانجو" أنفسهم بتذوق حلاوة الانتصار للمرة
الثالثة في تاريخهم مع الأسطورة مارادونا المدير الفني الذي كان له
الفضل كل الفضل كلاعب في فوز بلاده بلقبها الثاني علي الأراضي المكسيكية
قبل 24 عاماً.
وإذا كان منتخب أورجواي الذي أحرز اللقب في مناسبتين علي أرضه عام 1930
و في البرازيل 1950 بعيد منطقياً عن الترشيحات فأن المنتخبين الإنجليزي
والفرنسي صاحبي اللقب داخل قواعدهما عامي 1966 و 1998 يبدوان في أتم
الجاهزيه لإعادة الكرة, منتخب "الأسود الثلاثة" مع الإيطالي الشهير فابيو
كابيلو و منتخب "الديوك" مع ريمون دومينيك.
"الحصان الأسود" لقب يطلقه البعض قبل انطلاق البطولات علي أحد
المنتخبات التي قد تخالف كل التوقعات و تنتزع لقب البطولة أو تذهب بعيداً
فيها و لن يكون منتخب إسبانيا بطل أوربا أو منتخب هولندا الذي بلغ
المباراة النهاية مرتين من قبل في ألمانيا 74 و الأرجنتين 78 وكذلك
منتخب البرتغال صاحب الكرة الجميلة ورابع النسخة الماضية , لن يكونوا
بعيدين عن هذا اللقب خصوصاً أن هذا الثلاثي لديه طموح كبير في تغيير
الخارطة العالمية و إثبات الوجود و تحقيق لقب سيكون برداً وسلاماً علي
جماهيره و محبيه.
هناك منتخبات تحمل أماني في تحقيق نتائج جيدة و كتابة تاريخ مشرف لها
في البطولة و لكن بعيداً عن إحراز اللقب و تتمثل هذه المنتخبات في
الولايات المتحدة بقيادة بوب برادلي و منتخب كوديفوار بقيادة السويدي
الخبير اريكسون و معهما منتخبات الكاميرون وغانا ونيجيريا ممثلي قارة
المواهب و منتخبات اليابان و كوريا الجنوبية و أستراليا من القارة الصفراء
و منتخبات الدنمارك و صربيا و سويسرا من القارة العجوز و منتخب تشيلي الذي
أبلي بلاءاً حسناً في التصفيات وصعد كثاني أمريكا الجنوبية بفارق نقطة
واحدة عن المنتخب البرازيلي و كذلك منتخب البارجواي صاحب المركز الثالث في
نفس التصفيات .
"ضيوف الشرف" وهي المنتخبات التي تشارك من أجل اكتساب المزيد من
الخبرات و الاحتكاك مع مدارس كرة القدم التي سبقتها بكثير في كرة القدم و
تأتي منتخبات جنوب إفريقيا و اليونان و سلوفينيا و سلوفاكيا ونيوزيلندا و
كوريا الشمالية و الهوندوراس علي رأس هذه المنتخبات و إن كانت المفاجآت
ورادة لأننا نتحدث عن لعبة اسمها كرة القدم و لعل بلوغ كوريا الشمالية
لربع النهائي في مشاركتها الأولي في إنجلترا عام 1966 علي حساب إيطاليا
خير دليل.