موقع مدرسة الدروتين الاعدادية المشتركة - ELDERWATEEN PREP SCHOOL
عزيزى الزائر
انضمامك الى اسرتنا يسعدنا نرجوا
ان تنضم الينا سجل معنا الان وشارك
ولو برد أو بكلمة شكر فهذا يسعدنا
بعد ما يذلناه من جهد لراحتك واسعادك
مع تحيات ادارة الموقع
موقع مدرسة الدروتين الاعدادية المشتركة - ELDERWATEEN PREP SCHOOL
عزيزى الزائر
انضمامك الى اسرتنا يسعدنا نرجوا
ان تنضم الينا سجل معنا الان وشارك
ولو برد أو بكلمة شكر فهذا يسعدنا
بعد ما يذلناه من جهد لراحتك واسعادك
مع تحيات ادارة الموقع
موقع مدرسة الدروتين الاعدادية المشتركة - ELDERWATEEN PREP SCHOOL
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع مدرسة الدروتين الاعدادية المشتركة - ELDERWATEEN PREP SCHOOL


 
الرئيسيةصفحة2المنتدى - المنتدىمدونة المدرسةأحدث الصوراسئلة ومراجعةافحص جهارك مجاناالتسجيلدخولالرئيسيةالبوابة الرئيسي


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بنت الشاطئ
احلى مبدع
احلى مبدع
بنت الشاطئ


الجنس : انثى
تاريخ الميلاد : 11/10/1995
تاريخ التسجيل : 26/03/2010
عدد المساهمات : 942
العمر : 28
الموقع : احزان الانين

مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي   مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Emptyالجمعة يونيو 18, 2010 3:06 pm

قرأت هذا الموضوع حبت انقل لكم


لم تكن كلمة "الأُمَّة" تتردد على ألسنة العرب قبل الإسلام بالقدر الذي أصبحت شائعة به بعد ظهوره، فاكتسبت مدلولاً جديداً، يعبر عن الجماعة التي ارتضت الإسلام ديناً، ورابطة اجتماعية عقائدية تصل بين أفرادها.



وكانت المدينة "يثرب" المهد الأول، الذي تكونت فيه تلك الجماعة "الأمة"، فقد حرص النبي عليه السلام بعد هجرته إليها على إرساء البنى الاجتماعية المتينة، القائمة على أسس مستمدة من المفاهيم الدينية الجديدة، لكي يكفل بذلك اجتماع المؤمنين من حوله، ويرسخ التئام العرب المسلمين في وحدة قوية متماسكة، تكون بديلاً صالحاً من النظم القبلية السائدة: القائمة على العصبيات والأعراق المختلفة، المتناحرة فيما بينها.



وقد استطاع النبي عليه السلام (أن يكوِّن في المدينة جامعة موحدة على أساس الدين، من حيث أنها "أمة الله"... وقد أعان النبي صلى الله عليه وسلم على تحقيق ذلك وجود جماعة المسلمين الأولين..) (1)، مستهدياً في إقامة صرح هذا النموذج الجماعي الكبير الواحد بهدي القرآن الكريم الذي أوضح المفهوم الجديد للأمة.



وقد وردت كلمة "الأمة" بصيغة المفرد في القرآن الكريم حاملة معاني عدة، منها: الوقت والحين(2)، والإمام، الذي يعلم الخير، ويهدي إلى الحق(3)، والطريقة المتبعة(4)، والجماعة من الناس، على الإطلاق(5)، والجماعة من الناس، المتفقة على دين واحد(6)، والجماعة الجزئية من أهل دين معيّن(7). وهذه المعاني المختلفة في مؤداها، المتفقة في جوهرها، لكلمة "الأمة"، يتفاوت استعمالها، فمنها ماهو جانبي محدود، ومنها ما هو أصلي، تتفرع عنه معانٍ متقاربة(Cool، وثمة آيات قرآنية كثيرة(9)، جاءت فيها لفظة "الأمة" بمعنى الجماعة من الناس، الذين ينهجون طريقة واحدة في الحياة، (بحيث أن الجماعة تصبح محددة ومعروفة بالطريقة التي تتبعها... وتجمع بين معنى القصد والاتجاه ومعنى التحدر والصدور... وقد تغلَّب في التصور القرآني للأمة معنى الوحدة في الاتجاه، أي الوحدة في العقيدة والطريقة، دون أن يغيب معنى الوحدة في المصدر)(10). وتعليل ذلك كما يرى "ناصيف نصار" أن رسالة الإسلام الجديدة التي جاء بها النبي عليه السلام وطبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة في عصره يقتضيان (تكوين جماعة جديدة، تكون الوحدة فيها قائمة على الإيمان بالعقيدة الجديدة، وعلى ممارسة أحكامها ونظام قيمها. وهذه الجماعة الجديدة لا تكون جديدة إلا بمقدار ما تتجاوز طبيعة العلاقات القبلية السائدة بين العرب)(11)؛ وقد مكَّن المفهوم الإسلامي الجديد للأمة من إقامة الكيان الاجتماعي الواسع، الذي يكون الدين فيه جامعاً أصيلاً بين أفراده، فكان (مجتمعاً مفتوحاً لجميع الأجناس والأقوام والألوان واللغات بلا عائقٍ أو عقبات، فلقد اجتمع في الأمة الإسلامية: العربي والفارسي والشامي والمصري والمغربي والتركي والروماني والإفريقي... وقد اجتمعوا كلهم على قدم المساواة وبآصرة الأخوة، وبشعور التطلع إلى وجهةٍ واحدة)



(12)؛ وبهذا المعنى يمتزج المفهومان الديني والاجتماعي في تصور المسلمين للأمة، وفي صيرورة قيامها. ولعلَّ من أهم خصائص الأمة بالمفهوم الإسلامي "الوسطية" و"الاعتدال" في جميع جوانب الحياة، التي تبدأ بالتصور والاعتقاد، فلا غلو في التجرد الروحي، ولا خضوع للحاجات المادية، وإنما توازنٌ بين الروح والمادة، وتنتهي بسائر الجوانب الأخرى، كالتفكير والشعور، والعلاقات الاجتماعية، على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب(13).



وقد تحقق كيان الأمة الجديد وفق المفهوم الإسلامي في حياة المسلمين إبان الدعوة الإسلامية، بفضل التغيير الشامل الذي أحدثه الإسلام في نفوس العرب، وكانت مظاهر هذا التغيير تتجلى في كثير من أنماط السلوك، التي انتهجها النبي عليه السلام، وكان في ذلك قدوة لسائر المسلمين، وفي الأحداث الكبيرة التي تمت خلال تلك الفترة، إذ تنامى الكيان الجديد، واتسعت حدوده، واستقطب العرب في شبه الجزيرة العربية، كما اجتذب غير العرب، من الأمم المجاورة، أثناء الفتوحات الإسلامية، فانضوت في ظل الإسلام أشتات القبائل العربية المتفرقة، وأصبحت الدعوة إلى أمة واحدة هي البديل من الدعوات السابقة، التي كانت تنادي باسم العصبيات القبلية، والأقليات العرقية، والتعددات الدينية. ولكن هل استطاع الشعر في ذلك العصر أن يعكس ملامح هذا الكيان الاجتماعي الديني الجديد؟...



إنّ الإجابة عن هذا السؤال تقتضي أن نبحث عن ذلك في الشعر الإسلامي والأموي، ضمن منحيين اثنين، الأول: هو دراسة الشعر الذي أشار إلى مفهوم "الأمة"، في مختلف الأحداث، وكان الشاعر يعكس فيه المفهوم الجديد لها.



والثاني: دراسة الشعر الذي عبر عن هذا المفهوم، على الرغم من عدم الإشارة إلى لفظة "الأمة"، وإنما اتجه القصد إليه على نحوٍ غير مباشر.



ولن نفصل بين هذين المنحيين، بسبب قلة الشواهد في هذا المجال، ولأن من شأن ذلك أن يحول دون التعرف إلى تنامي هذا المفهوم في الشعر عبر المراحل التاريخية، ومدى التزام الشعراء به أو تخليهم عنه.



مفهوم "الأُمَّة" في الشعر الإسلامي:



ربما كان الشاعر أبو قيس بن الأسلت(14) من أوائل الشعراء الذين رأوا أن الجماعة العربية تمثل أُمةً من الناس، لها خصائصها المميزة، فقد كان هذا الشاعر يحب قبيلة قريش والقرشيين، ويقيم عندهم السنين. وبُعَيْد بعثة النبي عليه السلام ودعوته قومَه إلى الإسلام، وما كان من إلحاقهم الأذى به وبصحابته، استشعر أبو قيس ما كان يعاني النبي وأصحابه من أذى القرشيين، ورأى في صنيعهم تنكراً لمكارم الأخلاق، وانتهاكاً للحرم، وداعية إلى القتال والحرب، فأنشأ قصيدة يذكر فيها فضل القرشيين وأحلامهم، ويُذكِّرهم ببلاء الله عندهم، ودفعه الفيل وكيده عنهم، ويأمرهم بالكف عن النبي عليه السلام، وفيها يقول(15):



أُعِيذكُمُ باللهِ من شرِّ صُنعكمْ



*** وشرِّ تَبَاغِيكُمْ، ودَسِّ العقاربِ



وإظهارِ أخلاقٍ، ونجوى سقيمةٍ



*** كوخزِ الأشافي وَقْعُها حَقُّ صائِبِ(16).



وقُلْ لَهُمُ، واللهُ يحكُمُ حكمَهُ:



*** ذَرَوا الحربَ تذهبْ عنكُمُ في المَرَاحِبِ(17).



متى تبعثوها تبعثوها دميمةً



*** هي الغولُ للأَقصَيْنَ، أو للأقاربِ(18).



تُقَطِّعُ أرحاماً، وتُهلِكُ أُمَّةً



*** وتبرى السَّديفَ، من سنامٍ وغاربِ(19).



ومما لاشك فيه أن الشاعر أبا قيس سلك مسلك الشاعر الجاهلي (زهير بن أبي سلمى)، في كرهه للحرب، وتنفيره الناس منها، ودعوته إلى السلام والوئام(20). وفضلاً عن هذا يحذر أبو قيس القرشيين من شر البغي، بعضهم على بعض، وظلم ذوي قرباهم. وهو يعني بذلك النبي عليه السلام، وأصحابه من القرشيين، فهو لا يجد فيما يدعو إليه النبي أمراً يستحق العقاب، لأنه لا يدعو إلا إلى الخير و الحق والهدى. وما يفعله القرشيون ضده قد يقود إلى التباغض، وسلّ السيوف، وقيام الحرب الذميمة، التي لا تأتي على شيء إلا أهلكته، وحسبها شراً أنها تهلك الأمة، أو تترك فيها صدعاً يهدد وحدتها، ويضعفها زمناً طويلاً.



على أننا لا نريد أن نحمل الأبيات أكثر مما تحتمل من التأويل، ولا ريب أن الشاعر لم يكن يعي تماماً ما أصبحت توحي به كلمة "الأمة" عند المسلمين فيما بعد. ولا يتعدى قصد الشاعر قريشاً، والقبائل المحيطة بها، وربما قصد بالأمة القبائل العربية كافة، ونحن نميل إلى ذلك، لأن نظرة أبي قيس لم تكن بدافع العصبية لقريش أو لغيرها، وإنما هي عصبية لكل العرب، ولكل إنسان يحب أن يعيش في سلامٍ وأمن، وإلا لما عاتب قريشاً هذا العتاب، وتَلَوَّمَ فعلها على هذا النحو. ولا يمكننا أن نرجح استفادة الشاعر من مفاهيم إسلامية عن "الأمة"، كما أننا لا ننفي ذلك مطلقاً، فربما كان قد ترامى إلى سمعه بعضٌ من آيات القرآن الكريم، أو أحاديث النبي عليه السلام، عن الأمة الواحدة، وعن مبادئ الإسلام التي تدعو إلى الوحدة الدينية، ونبذ العصبيات.



وإذا كنا لا نستطيع أن نرجِّح ذلك في شعر أبي قيس بن الأسلت فإن الأمر يختلف عنه مع الشاعر كعب بن مالك، الذي تبنى قضية الدعوة الإسلامية، والتزم بمبادئها، وأمضى حياته في المنافحة عنها، وعن النبي عليه السلام، وأدرك من المفاهيم الإسلامية الشيء الكثير. ونستطيع أن نعده أول شاعر إسلامي أشار إلى مفهوم "الأمة"، الديني والاجتماعي، ومن وجهة النظر الإسلامية، إذ وجد في النبي عليه السلام الرجل العظيم، الذي تمكن من توحيد قبائل العرب وأحيائها في كيان جديد، هو الأمة، فهو يقول عنه(21):



لَمَّ الإلهُ بهِ شَعْثَاً، وَرَمَّ بهِ



*** أمورَ أُمَّتِهِ، والأمرُ منتشرُ(22).



وهذا البيت ينطوي على أكثر من دلالة، أوّلها أن النبي عليه السلام هو الإنسان الوحيد، الذي اختاره الله من بين خلقه، ليكون عماد هذه الأمة، وأن اجتماع أشتات الناس في أمة واحدة هو إرادة إلهية، تحققت بفضل النبي عليه السلام، وثاني هذه الدلالات أن هذه الأمة الجديدة منسوبة إليه، لأنه جاء بدين، فيه مقومات الوحدة والاجتماع على الحق والخير، فتحددت بذلك وجهتهم المثلى في الحياة، بعد أن كانوا شيعاً متفرقة. والدلالة الثالثة: هي أن أمر هذه الأمة واجتماعها في كيان واحد لا يقتصر على الفترة التي شهدت بداية الدعوة، وقيام النبي على أمرها، وإنما هو مستمرٌّ لا يتوقف، مادام هذا الدين ينتشر بين الناس، ويبلغه حاملوه إلى أمم الأرض.



وتجلى المفهوم الإسلامي الجديد لكلمة "الأُمَّة" في رجز شاعر فارسٍ مسلم، افتخر بصنيع الحارث بن الصِمَّة(23) البطولي، وبوفائه لعقيدته ودينه، والقيام بالمهمة التي أوكلها النبي عليه السلام إليه مع أصحابه، فقال(24):



يا رب إن الحارثَ بنَ الصمَّهْ



*** أهلُ وفاءٍ، صادقٍ، وذِمَّهْ



أقبلَ في مَهَامِهٍ، مُلِمَّهْ



*** في ليلةٍ ظلماءَ، مُدْلَهِمَّه(25).



يسوقُ بالنبيِّ هاديْ الأُمَّهْ



*** يلتمسُ الجنَّةَ فيما ثمَّهْ



فالحارث كان يسعى في تبليغ دين الله إلى أهل نجد، امتثالاً لأمر النبي. وعبارة "هادي الأمة" تشير إلى فهم الشاعر العميق لجوهر رسالة الإسلام، التي قام بنشرها الرسول عليه السلام، ومن غاياتها توحيد القبائل العربية والشعوب الأخرى، وتكوين أمة واحدة تدين بدين واحد، وتسعى إلى تحقيق هدف واحد.



ولما لحق النبي عليه السلام بالرفيق الأعلى استشعر المسلمون عظم المصيبة بفقد النبي، موحد العرب، وهادي الناس إلى سُبل الحق والرشاد، وكان حسان بن ثابت من أوائل الشعراء الذين عبروا عن هذا الفقد، فقال(26):



تاللهِ ما حملتْ أنثى ولا وضعَتْ



*** مثلَ الرسولِ، نبيِّ الأُمِّةِ الهادي



مِنَ الذي كان فينا يُستضاءُ بهِ



*** مُباركَ الأمرِ، ذا عدلٍ، وإرشاد



وفي كلا المثالين الشعريين نلاحظ ربط الشاعرين بين كون النبي عليه السلام رسولاً من الله، يهدي إلى الخير والحق، وما أنجزه من توحيد العرب، وتكوين الأمة الإسلامية الجديدة، إذ لا نجد أثراً للأصوات القبلية، أو العصبيات، فالحديث يتجه إلى وصف كيان جماعي ديني جديد وهو "الأُمة"، بالمفهوم الإسلامي لهذه الكلمة.



وفي غزوة "مؤتة" نجد الشاعر عبد الله بن رواحة وكان أحد قواد المعركة (27) يُحرِّض المقاتلين المسلمين على قتال أعدائهم من الروم، الذين نزلوا "مآب"(28)، من أرض البلقاء في مئة ألفٍ منهم، وقد انضم إليهم مئة ألف من بعض القبائل العربية، مثل لخم وجذام، وغيرهما. فكان عبد الله يشجع الناس، ويقول: (يا قوم، والله، إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقابلهم إلا بهذا الدين، الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة،...... فمضى الناس، فقال عبد الله بن رواحة:



جلبنا الخيلَ من أَجَأٍ، وفَرْعٍ



*** تُغَرُّ من الحشيشِ لها العَكُومُ(29).



فَرُحْنَا، والجيادُ مُسَوَّماتٌ



*** تَنَفَّسُ في مناخرها السَّمُومُ(30).



فلا وأبي، مآبُ لَنَأْتِيَنْهَا



*** وإن كانت بها عَرَبٌ ورُوْمُ)(31).



وواضح أن الشاعر ابن رواحة يصدر في هذه الأبيات عن روح جماعية ظاهرة، إذ يصور استعداد الجيش لقتال الروم، وفي كلامه السابق ما يشير إلى فهمه العميق للإسلام، فليست القوة في نظره تكمن في كثرة العدد، وقوة السلاح، وإنما هي في الإيمان الحقيقي بالمبدأ الذي يذود عنه المسلمون، وهذا ما جعله يُقسم على أن المسلمين سيحررون مدينة مآب، معقل الجيش الروماني، وهو يرى الصراع بين المسلمين وأعدائهم صراعاً بين جماعة ناشئة قوية، هي نواة الأمة الإسلامية الكبيرة، وبين جماعة أخرى، أظهر ما تختلف به عن المسلمين دينها وعقيدتها.



وهذا يعني أن الشاعر لم يكن ينظر إلى المثال الجماعي إلا من خلال رؤية دينية محضة، فكل من أسلم يدخل في نطاق الجماعة الإسلامية، وكل من خالفهم في الدين هو في صف الأعداء روماً كانوا أو عرباً. والمساواة هنا بين الروم والعرب مساواة تقوم على اختلاف العقيدة والطريقة، ومن ثم فإن مفهوم الأمة من وجهة نظر الشاعر مفهوم ديني، ولا شيء غير ذلك.



وإذا كان في هذه النظرة شيء من الغلو فتعليل ذلك أن الشاعر ابن رواحه وغيره من المسلمين كانوا في هذه الغزوة يلتقون لأول مرة بجيوش الأمم الأخرى؛ ومنهم الروم، وكان انضمام بعض القبائل العربية إلى جيش الروم لقتال المسلمين أمراً فرضته ظروف الجوار أو التبعية، التي كانت تخضع لها تلك القبائل، فكان من البديهي أن ينظر المسلمون، الذين يسعون إلى إقامة أمر دينهم ونشره بين العرب وغيرهم، نظرة العداوة إلى أولئك العرب المتحالفين مع الروم، وأن يكون مفهوم الأمة بناءً على ذلك قائماً على أساس ديني فحسب. ولقد اتسع فيما بعد هذا المفهوم، بحيث أصبح يشمل العرب جميعاً بعد أن أسلم معظمهم، وأصبحت كلمة "العرب" تقترن بكلمة "المسلمين"، وتعبر عنها، كما غدا مفهوم الأمة تبعاً لذلك عربياً وإسلامياً واحداً.



ومما يجري على هذا النمط ما نجده عند بعض الشعراء، الذين يذكرون العرب، ويقصدون العرب المسلمين، أي أنهم يصورون النموذج الجماعي المتمثل في الأمة الواحدة.



ففي معركة "صفين"، وقبيل بدء المعركة، كان الشاعر كعب بن جُعَيل يطوف على الجند، وهم يصلحون سيوفهم ورماحهم، فرأى في ذلك كارثة تنتظر الأمة بأكملها، وعلى الرغم من أنه كان في جيش معاوية بن أبي سفيان، فإنه تجاوز مظاهر هذا الخلاف بين الفرقتين المتحاربتين، وتمنى على الله ألا يشمت بالأمة الأعداء، فقال(32):



والمُلْكُ مجموعٌ غداً لِمَنْ غَلَبْ



*** أصبحت الأُمَّةُ في أمرٍ عَجَبْ



إنَّ غداً يهلكُ أعلامُ العَرَبْ



*** فقلتُ قولاً صادقاً غيرَ كَذِبْ:



يا ربِّ لا تُشْمِتْ بنا، ولا تُصِبْ



*** غداً نلاقي ربَّنا، فنحتسِبْ



غداً يكونون رماداً، قد كُثِبْ(33).



*** مَنْ خلعَ الأندادَ كُلاًّ والصُّلُبْ



بعد الجَمَالِ والحَيَاءِ والحَسَبْ



وفي هذه الأرجوزة يستبصر الشاعر ابن جعيل ملامح المصير الغامض المجهول للأمة الإسلامية، ففي معركة صفين كان المسلمون يقفون على أعتاب فترة جديدة، ملأى بالفتن والصراعات، مؤديةٍ إلى حالة من التمزق والفرقة، إنه يرثي أعلام الأمة، المقدمين على الموت والفناء، بعد أن نفضوا من حياتهم كل مظاهر الشرك والوثنية، وفاؤوا إلى دين الله، الذي وحدهم، وكان لهم عزاً ومجداً وقوة، إنه يرثي في أعلام الأمة أبطالها ورجالها وعلماءها، الذين زانهم حسنُ الخَلْق والخُلُق، وسما بهم شرفهم الرفيع. فهو رثاء للمثل الإسلامية، وبكاءٌ على ذهابها بذهاب حامليها من أفذاذ الرجال. ولا ينكر المرء أن هذه المعاني التي جاءت في رجز ابن جعيل كانت تضيع في غمرة الأشعار الأخرى، التي ترددت مع صيحات المقاتلين من كلا الفريقين، تستثير كلاً منهما ليفتك بعدوه، ولا شك أنها كانت تقوم على أساس قبلي عصبي، على الرغم ممّا في بعضها من شعارات إسلامية(34)، ذلك أن كل فريقٍ كان يرى فيما يقدم عليه صواباً وحقاً، ودفاعاً عن الإسلام والأمة. وشبيهٌ بشعر كعب بن جعيل بيتان لامرأة ندبت أولادها الثلاثة، الذين قتلوا في المعركة بقولها(35):



أعينيَّ جودا بدمعٍ سَرِبْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kamal@كيمو
مساعد
مساعد
kamal@كيمو


الجنس : ذكر
تاريخ الميلاد : 29/11/1995
تاريخ التسجيل : 17/06/2010
عدد المساهمات : 2092
العمر : 28
الموقع : طريق التوبه

مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي   مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 12:02 am

مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِشــــــــــــــــــــــكووووووووووووووووووووووررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر




ربنا معاك جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــزاك اللـــــــــــــــــه كل خــــــــــــــــــيــــــــــــــرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لمحبي الشعر الإسلامي
» مفهوم التاريخ
» احب الشعر من قلبي
» الشعر الرومانسى(1)1
» الشعر الرومانسى (2)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع مدرسة الدروتين الاعدادية المشتركة - ELDERWATEEN PREP SCHOOL :: منتدى عام :: منتدى الشعر والخطابة-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأكثر شعبية
اسهل طرق للانتحـــــار بدون الم
برنامج لحل مسائل الرياضيات مع توضيح خطوات الحل لكل مسألة
خطة اللجنة الدينية والثقافية ( خطة مقترحة )
خطة اللجنة العلمية
موقع البستان الدراسات الاجتماعية الصف الثانى الاعدادى
شرح الدراسات الاجتماعية الصف الثانى
شرح دراسات اجتماعية صوت وصورة الصف الثانى ترم ثان
منهج العلوم كامل شرح صوت وصوره الصف الثالث الاعدادى
اسطوانة الاضواء التعليمية
حصريا : اسطوانة وزارة التربية والتعليم : الصف الثالث الإعدادي ترم أول ( رياضيات )
المواضيع الأكثر نشاطاً
موضوع الكشف عن الاعضاء
ماهو الحمار الذى يجب ان نبيعه
قصه تامر حسنى
عذاب الحب
ما معنى كلمه احبك لوحد عنده راى تانى يقوله ماشى ياجماعه
صـــــــــــــــــــرخــــــــــــــــــــــه عذاب
شرح دراسات اجتماعية صوت وصورة الصف الثانى ترم ثان
قصص عن الجن ممنوع دخول الخوافين
صور اناقه المراه روعه
من تصورتهم أصدقاء
أفضل 10 فاتحي مواضيع
ابوشلبى
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
خالد & جمى
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
احمد صبرى الشافعى
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
kamal@كيمو
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
TEACHER
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
بنت الشاطئ
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
Admin
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
حجازى
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
محمد الدسوقى
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
اشرف مصطفى2010
مفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_rcapمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Voting_barمفهوم (الأُمَّة) في الشعر الإسلامي والأموي Vote_lcap 
جميع الحقوق محفوظة لموقع مدرسة الدروتين الاعدادية