التقت 'الأخبار' مع الدكتور جمال شوقي عبدالناصر رئيس الفريق الطبي الذي توصل إلي اكتشاف العقار الجديد الذي قال: في بداية حديثي أود أن أهدي نتائج الدراسة إلي روح استاذي الدكتور يس عبدالغفار 'استاذ أمراض الكبد ومؤسس معهد الكبد بالمنوفية' والذي أدين له بالعرفان حيث عملت معه وتربيت علي مبادئه العلمية طوال خمسة عشر عاما وأتاح لي الفرصة لمباشرة حالات مئات المرضي وعكفت سنوات علي دراسة التركيبة الجينية للفيروسات التي تهاجم الجسم عامة والفيروسات الكبدية خاصة وتوصلت إلي بداية الخيط عندما اكتشفت ان التركيبة الجينية لفيروس 'سي' المنتشر في مصر تختلف عن تلك الموجودة في الخارج وهذا يفسر عدم استجابة معظم المرضي المصريين للعقارات المستوردة والباهظة التكاليف وتمكنت من التعرف علي طبيعة الفيروس المصري وكيفية اختراقه لنواة خلية الكبد والعوامل التي تساعد علي تكاثره ولاحظت تغيره بين النشاط والخمول خلال فصول السنة متأثرا أيضا بالحالة النفسية للمريض والبيئة المحيطة به.الطحالبتأتي المرحلة الثانية وركزت فيها علي دراسة طبيعة الجهاز المناعي لجسم الإنسان الذي لم يكن قادرا بعد علي التعرف علي فيروس 'سي' ذي التركيبة الجينية الغريبة والذي يتحور ويأخذ اشكالا كثيرة ومن هنا نشأت عندي فكرة كيفية استثارة وتحفيز الجهاز المناعي للتعرف أولا علي الفيروس ثم انتاج مادة طبيعية داخل الجسم تقاومه وتقضي عليه، وقرأت بعد ذلك نتائج الأبحاث السابقة التي أجريت عن كيفية تقوية الجهاز المناعي بشكل طبيعي وحضرت معظم المؤتمرات العلمية العالمية التي ناقشت هذه الفكرة وتوصلت جميعها إلي ان الطحالب تعد مصدرا طبيعيا لتقوية الجهاز المناعي وكانت هذه النتيجة بداية للمرحلة الثالثة في ابحاثي وفيها استعنت بأساتذة البيولوجي بكلية العلوم جامعة الاسكندرية لعمل تجارب معملية علي أنواع مختلفة من الطحالب وبعد سنوات توصلنا إلي سلالة أحادية الخلايا تنتج بوفرة مادة السيتوكينات المشتقة من الكلورفيل ومنها مادة الانترفيرون المتخصصة في التعامل مع الفيروسات المهاجمة لنواة الخلية الكبدية وبدأت والفريق الطبي في زراعة وتربية هذا النوع من الطحالب في معامل معدة خصيصا لذلك بعد توفير البيئة الملائمة لها للوصول إلي سلالة نقية ألف في المائة.. وتم انتاج العقار في شكل شراب من مادة طبيعية مائة في المائة وخال نهائيا من الكيماويات واطلقت والفريق الطبي عليه اسم 'السايتوفيريت'.براءة اختراعقمت بتسجيل براءة الاختراع في أكاديمية البحث العلمي عام 1999 بعدها بدأت والفريق التجارب المعملية علي العقار وتم ارسال عينة إلي معامل وزارة الصحة وجاءت التقارير تؤكد اكثر من مرة عدم وجود أي سمية في العقار ثم ارسلنا العينات بعد ذلك إلي مدينة مبارك للأبحاث العلمية وجاءت التقارير تؤكد كفاءته وتأثيره الفعال ثم قمنا بتجربة العقار علي بعض المرضي بعد تسجيلهم وفقا للبروتوكول العلمي وتم شفاؤهم نهائيا من فيروس 'سي' وكانت نسبة النجاح 78 % .. أما الحالات التي لم تستجب للعلاج فكانت نتيجة لطبيعة جهازهم المناعي الذي يتصف بالتوازن أي ان كفاءته لاتقل ولاتزيد فهو في حالة تعادل واستقرار دائم ويمكن القول ان أصحاب هذه الحالات لايؤثر عليهم فيروس 'سي' بشكل كبير لأنه غالبا يكون في حالة خمول.. وفي نهاية حديثه قال دكتور جمال عبدالناصر خلال الاسابيع القادمة سيتم نشر الدراسة والأبحاث ونتائج التجارب المعملية والاكلينيكية في الدوريات والمجلات العلمية المتخصصة والمشاركة في جميع المؤتمرات الدولية لعرض الاكتشاف العلمي المصري الذي توصل إليه فريق العمل كل في تخصصه ولولا جهود وكفاءة كل منهم لما تم التوصل إلي هذا الإنجاز.ماجستير عن العقارالتقت الأخبار مع الدكتور أحمد عبداللطيف أبومدين استاذ أمراض الكبد بطب قصر العيني والمشرف علي التجارب الاكلينيكية التي اجريت علي المرضي الذي قال: العقار الجديد نباتي يعمل علي تحسين وظائف الجسم عامة ويعيد الحيوية لها بما له من مكونات غذائية متعددة تماثل العناصر الغذائية الطبيعية التي يتناولها الإنسان والعقار خال تماما من المواد الكيماوية ويعتمد علي النظام البيولوجي المتسلسل الخاص بالجسم في إنتاج الأجسام المضادة للفيروس 'سي' الذي يعيش وينمو داخل نواة الخلية الكبدية. وقد أشرفت علي رسالة ماجستير تمت مناقشتها بطب قصر العيني تناولت بالدراسة والبحث كل ما يخص هذا العقار ووافق عليها كل من مجلس قسم الأمراض المتوطنة ومجلس بحوث كلية الطب ومجلس بحوث جامعة القاهرة وتم تجربته علي حيوانات التجارب وثبتت فاعليته دون وجود آثار جانبية ثم اجريت التجارب علي مجموعة من المرضي المصابين تم اختيارهم بدقة وبعد موافقتهم طبقا للبروتوكول العلمي وحققت النتائج استجابة عالية ثم تمت التجارب علي عينات عشوائية بمعرفة شركة الأدوية المنتجة للعقار وكانت النتيجة تفوق النسبة السابقة 78 % مما شجع مجموعة البحث علي القيام بالمرحلة الرابعة والأخيرة.ويستكمل دكتور أبومدين وفي هذه المرحلة يتم تجربة العقار علي المرضي باشراف مراكز طبية جامعية متعددة للتيقن من النتائج السابقة وحتي الآن النتائج مبشرة للغاية ونستطيع ان نقول ان مصر بعلمائها استطاعت القضاء علي هذا الداء اللعين.. وفي نهاية حديثه أكد ان العقار مشتق من سلالة معينة من الطحالب ويجب تناوله عن طريق الفم حيث يعمل علي تنبيه الخلايا المستقبلة المناعية الموجودة في مدخل البلعوم والذي يؤدي إلي استثارة الجهاز المناعي لافراز وسائله الدفاعية بشكل طبيعي داخل الجسم مصنعا الانترفيرون داخل خلايا الكبد وتتركز العمليات المناعية في مواطن الإصابة الفيروسية.