- الجزائر تكمل مسلسل الخروج العربى من الدور الأول
لم تتخط المنتخبات العربية الدور الأول لكأس العالم لكرة القدم إلا مرتين فقط لمنتخبى المغرب والسعودية.. حيث صعد الأول للدور الثانى عام 1986 وحقق الثانى نفس النتيجة عام 1994.
وبنظرة عامة علي المشاركات العربية, نجد انها هزيلة جدا بالارقام والاحصاءات ولا تتناسب مع حجم الاستثمارات الهائلة ماديا وبشريا وادبيا ايضا!!
ففي الوقت الذي خرج فيه المنتخب الجزائري من البطولة الحالية وهو خالي الوفاض من الأهداف الا من نقطة وحيدة فإن المنتخبات العربية لعبت حتي الان60 مباراة منذ انطلاق البطولة عام..1934 ولم تستخدم الفعل فاز الا في7 مباريات فقط! ولاقت الهزيمة في39 وحققت التعادل الايجابي والسلبي في15 مباراة.
وعادت بنا البطولة الحالية بمشاركة فريق عربي وحيد الي الذكريات المؤلمة للمنتخبات العربية.. فيكفي المغرب هو أول منتخب يشارك في البطولة بعد فترة انقطاع دامت36 عاما في بطولات أعوام30 و50 و54 و56 و62 و66 وخرج المغرب من الدور الأول بنفس الطريقة التي خرج بها الجزائر من مونديال جنوب افريقيا.
وعلي الرغم من ان هناك بطولة عام1968 شهدت للمرة الأولي مشاركة ثلاث منتخبات عربية هي العراق والمغرب والجزائر فإن المغرب استطاعت الوصول للدور الثاني, وخرج العراق والجزائر وهو ايضا نفس الأمر الذي حدث عن زيادة عدد المشاركين الي منتخبين هما الجزائر والكويت عام1982, وفشلا في التأهل من الدور الأول.
أما الصعود الثاني وتخطي الدور الأول فسجله المنتخب السعودي عام1994 عندما لعب في نفس المجموعة التي قدمت معه المغرب, أعاد له دولة عربية اخري ساهمت بشكل كبير في تحقيق الصعود الثاني من الدور الأول.
ويعد منتخبا العراق والامارات من الدول القليلة التي لم تستطع تحقيق الفوز في أي مباراة, بل لم يستطع كلاهما تحقيق التعادل كنتيجة مشرفة وكانت المنتخبات العربية دائما بوابة العبور للمنتخبات الطامعة لتحقيق انجاز يحسب لها في التاريخ.
وبنظرة اعمق في البطولات الثلاث الأخيرة للبطولة نجد انه في بطولة عام2002 بكوريا واليابان وشارك منتخب السعودية وتونس وخرجا بسهولة من الدور الأول وثالث السعودية اكبر هزيمة للمنتخبات العربية علي يد المانيا, وانتهت المباراة بهزيمة السعودية8/ صفر.
وشارك المنتخبان ايضا في بطولة عام2006 التي اقيمت في المانيا وحققا نفس النتيجة من حيث المحصلة النهائية وهي الخروج من الدور الأول ايضا واحتلا المركز الرابع عن مجموعتيهما.
وأكملت الجزائر ومنتخبها الأخضر خيبة الأمل العربية وبعد التصريحات النارية للاعبين وجهازه الفني, ولم يستطيع حتي احراز هدف وهز شباك الخصوم.. حيث خسر في أولي المباريات امام سلوفينيا بهدف مقابل لاشيء ثم تعادل مع المنتخب الانجليزي صفر/صفر وانهي مشواره بالهزيمة الثانية أمام المنتخب الامريكي بالخسارة صفر/واحد.
وبذلك تكون نسبة نجاحات العرب في اقوي البطولات العالمية4/2 فقط وهي نسبة تحقيق الفوز في المباريات بالمقارنة مع عدد المشاركات الاجمالي.
'إنه المونديال الأسوأ'.. هكذا وصف أسطورة كولومبيا فالديراما بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا, غير أن النجم الكبير لم يأت بجديد, حيث اتفق معظم المتابعين علي انخفاض المستوي العام للمنافسات مؤكدين أن بعض المنتخبات الكبيرة خيبت الآمال بأدائها المتواضع غير أن البعض حاول البحث عن مبررات لهذا المستوي المتدني.
ففي الوقت الذي حصر فيه المدرب الانجليزي الشهير روي هودجسون ما يجري بعاملين لا ثالث لهما, ذهب كل من الألماني كلينسمان والبرازيلي سكولاري إلي أبعد من ذلك بكثير.هودجسون يري أن المنتخبات المتصدرة لترشيحات الفوز بالكأس تدخل السباق بضغوط كبيرة تزيد من مخاوفها من الفشل في بداية المشوار ولذلك تؤدي بتحفظ شديد خاصة في أول مباراتين لأن المهم وقتها كسب النقاط وليس الأداء القوي,
موضحا أن اللاعبين في هذه المرحلة لا يسعون إلي تقديم أنفسهم بشكل جيد لا علي المستوي الفردي أو الجماعي, أما العامل الآخر فيتعلق بتنظيم المنافس لأن المنتخبات الكبيرة تصطدم بفرق تركز علي الدفاع المنظم في الملعب مما يصعب مهمة النجوم ففي بعض المباريات تشاهد ست أو ثمانية لاعبين يركضون وراء الكرة.
ويتفق كلينسمان مع الخبير الإنجليزي مؤكدا أن مباراة سويسرا مع إسبانيا كشفت بشكل كبير كيف تعاني فرق الصف الأول أمام منتخبات تلعب لتدافع فقط فتغلق المساحات وتحرم النجوم الكبار من التحرك بسهولة أو التعبير عن أنفسهم بالصورة المتوقعة,
ولهذا يتوقع المدرب البرازيلي الشهير فيليبي سكولاري أن تقدم منتخبات مثل البرازيل مباريات أفضل في الأدوار الاقصائية لأنها ستواجه منتخبات كبيرة معربا عن أمنياته بلقاء بين منتخب السامبا والإسبان أبطال أوروبا موضحا أنها مباراة منتظرة وستكون عنوانا لكرة قدم جميلة وممتعة.
ومن جانبه توقع هودجسون لقاءات أفضل بعد انتهاء الدور الأول موضحا أن الفوارق بين المنتخبات تضيق, والمستويات تتقارب وستكون هناك فرصة للعب مفتوح أكثر لأن التعادل نتيجة لا وجود لها في الأدوار الاقصائية, فيما يري كلينسمان نجما مثل ميسي لا يقدم بالصورة التي يظهر بها مع برشلونة معللا ذلك بعدم قدرة النجم الأرجنتيني علي التكيف مع أسلوب لعب مختلف عما يقدمه مع فريقه الإسباني, إن كان المدرب الألماني توقع أداء أفضل من ميسي لأن المباريات ستمنحه فرصة أكبر للانسجام مع زملائه,
فيما يري كلينسمان أن منتخب ألمانيا يواجه مشكلة مختلفة لا تتعلق بأداء المنافس بل بتركيز لاعبيهم لأن معظمهم صغار في السن ولا يتمتعون بخبرات تؤهلهم لمواجهة متغيرات المباريات وتقلباتها, موضحا أن الألمان أسرع فريق في الانتقال من الدفاع للهجوم وبأقل عدد من التمريرات, لكن الحالة الذهنية للاعبيه لا تساعدهم علي الصمود,
وفي الوقت نفسه اتفقوا الجميع أن المتعة غابت عن المباريات لكنهم في الوقت نفسه اتفق علي أن القادم أفضل, وأن المرحلة المقبلة ستكون أفضل غير أن اللافت أن الخبراء الثلاثة لم يشر إلي طول الموسم الكروي في أوروبا والإجهاد البدني والذهني للاعبين بسبب تعدد المنافسات التي يشاركون فيها, وإن كان هودجسون قد تحدث علي ضغوط الخوف من الفشل وليس الإرهاق.