الديوك الفرنسية.. "فراخ" مع دومينيك
ظل المدير الفني للمنتخب الفرنسي ريمون دومينيك حتي نهايته المرة وفياً لطبيعة شخصيته الغريبة.. وها هو يقول بعد هزيمة فريقه بهدف مقابل هدفين لجنوب إفريقيا ليشغل المركز الأخير في مجموعته "ليس هذا وقت تقديم تفسيرات.. حينما تكون الأمور سيئة تكون الأمور سيئة".
بعد ستة أعوام قضاها في منصب المدير الفني للمنتخب الوطني. يرحل ريمون دومينيك. مفسحاً المجال أمام خليفته لوران بلان ليتولي مسئولية الفريق المصاب بالاحباط والبؤس والخزي.
قالت وزيرة الرياضة الفرنسية روزلين باشيلو "إنها كارثة". "سنعود إلي فرنسا ونستخلص النتائج".
بشكل ما فإن أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان. كان مسئولاً عن الفشل الذي ألم بمنتخب الديوك في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.. ولو لم يسمح زيدان لدومينيك بالحديث معه عن التراجع عن قرار الاعتزال. لما كان للمنتخب الفرنسي أن ينجح في احتلال المركز الثاني في مونديال 2006 بألمانيا. عقب الهزيمة أمام إيطاليا في المباراة النهائية. ولانتهت ولاية دومينيك في منصب المدير الفني لفرنسا وقتها.
بدلاً من التخلي عن خدماته فإن مسئولي اتحاد الكرة الفرنسي ساندوا المدرب بعد الفشل في كأس الأمم الأوروبية "يورو 2008" التي لم يشارك بها زيدان. حيث خرج الفريق من دور المجموعات بعد أن سجل هدفاً وحيداً.
بالنظر إلي الماضي. حينما سافر دومينيك إلي مدريد في أواخر عام 2005 في محاولة لإقناع زيدان بالتراجع عن الاعتزال والعودة إلي صفوف المنتخب الوطني. كانت هذه واحدة من عدة تناقضات ميزت فترة ولايته.
عندما تولي دومينيك تدريب المنتخب الفرنسي في 2004 تعهد بصناعة جيل جديد من اللاعبين يحمل الشعلة. ولكن الأداء المخيب للآمال داخل المستطيل الأخضر دفعه سريعاً لتغيير رأيه وتحوله إلي زيدان ولاعبين آخرين مخضرمين.
بعد كأس العالم 2006. كان هناك أربعة أعوام من التحولات المفاجئة والتصريحات الغريبة. والشئ الأكثر أهمية هو مستوي اللاعبين الهزيل داخل الملعب.. وألقي الأداء الباهت بظلاله علي مسيرة المنتخب الفرنسي في كأس العالم. بجانب حالة الانهيار التي ألمت باللاعبين. بما في ذلك طرد المهاجم نيكولا أنيلكا بسبب توجيهه إهانات لدومينيك وبسبب حدوث تمرد بين اللاعبين بسبب طرد أنيلكا.. وقال وزير الدولة للشئون الرياضية السابق برنار لابورت "ما الذي يفعله دومينيك؟. لا يوجد من يمسك بزمام الأمور".
في واحدة من غرائب الديوك. كان دومينيك بدلاً من قائد الفريق باتريس ايفرا. هو من ألقي علي الصحفيين. قرار اللاعبين بمقاطعة الحصة التدريبية الرسمية يوم الأحد الماضي. مما أعطي الانطباع لدي الكثيرين علي أنه يساند الإضراب.
ظهر المدرب وحيداً مجدداً بدون إيفرا في المؤتمر الصحفي. ليخبر الصحفيين أنه ربما يتوجب عليه أن يوضح أنه لا يساند مقاطعة اللاعبين للتدريبات.. وهذه ليست المرة الأولي التي يصاب فيها الصحفيون والمشجعون بالدهشة من تصريحات المدرب الفرنسي. بالقياس إلي رد فعله بعد خروج فرنسا من يورو ..2008 ولدي سؤاله في ذلك الوقت حول مستقبله كمدرب للمنتخب الوطني. رد دومينيك قائلاً "الشيء الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه حالياً هو الزواج من ايستيل "دينيس. صديقته"".
اكتسب دومينيك الاحتقار الدولي لقوله إن علم التنجيم يكون له دور في عملية اختياره للاعبين. مشيراً إلي أنه لم يضم لاعب خط الوسط روبرت بييرس لفريقه لأنه لا يثق في مواليد برج العقرب.. وبالإضافة إلي ذلك فإن أغلب نقاد كرة القدم انتقدوا اختياراته الفنية. ولكن هذا الشيء لم يتوقف في جنوب إفريقيا.
علي سبيل المثال. لما دفع بأنيلكا في مركز المهاجم الصريح برغم أنه غير فعال ولا يرتاح للعب في هذا المركز؟. وتردد أن رفض دومينيك تغيير استراتيجيته كان هو السبب في غضب أنيلكا.
أثيرت تساؤلات عن السبب في استمرار اعتماده علي المهاجم سيدني جوفو رغم أدائه المتوسط.. وثار أيضا سؤال.. لماذا جلس تييري هنري صاحب الرقم القياسي في الأهداف علي الإطلاق في فرنسا علي مقاعد البدلاء في جميع مباريات كأس العالم تقريباً. برغم فشل مهاجمي الفريق في تسجيل أهداف؟. أخذاً في الاعتبار أن فرنسا سجلت هدفها الوحيد في مونديال جنوب إفريقيا بعد مشاركة هنري.
لحسن حظ دومينيك فإن مشاعر الإزدراء من جانب الشعب الفرنسي توجهت صوب تصرفات اللاعبين وتمردهم.. ولكن عندما ينجلي الغبار. وتبدأ المحاسبة عما حدث في جنوب إفريقيا. من المؤكد أن عصر دومينيك سيأتي في الحضيض من تاريخ كرة القدم الفرنسية الحديثة.