مرة أخري يتحول الشارع الرئيسي في مونتفيديو إلي المسرح المختار من جانب الآلاف من مشجعي أوروجواي للاحتفال باحتلال الفريق المركز الرابع في مونديال جنوب أفريقيا.. وقال أحد مواطني البلاد "70 عاما" بينما يلف جسده بعلم البلاد الأبيض والأزرق وسط الجموع التي كان أغلبها من شباب يغنون للفريق "إنه أمر لم نعرفه منذ عام 1970".
رغم السقوط أمام ألمانيا 2/3 في مباراة تحديد المركز الثالث. كانت فرحة الاحتفالات منتظرة نظرا للأجواء التي عاشتها البلاد في المباريات السابقة. عندما أيقظ الفريق الأحلام بين مواطنيه منذ بدء مشواره في البطولة.. وقال جونزالو رودريجيز أحد الشباب المشاركين في الاحتفالية "منتخب السماوي "لقب الفريق" ساعدنا كثيرا علي استعادة هويتنا وتعزيزها".
بلغ الحماس مبلغا حتي أن جماعة من المثقفين أطلقت هذا الأسبوع مبادرة لاختيار دييجو فورلان نجم الفريق كأبرز مواطني مونتفيديو. الأمر الذي تتم مناقشته حاليا بعد أن لقي دعما وانتقادات في نفس الوقت.
أوجزت صحيفة "بريتشا" الأسبوعية التي تصدر كل جمعة في عددها الأخير الشكوك التي تحيط بالمستقبل القريب بعد هذا الحدث الذي ضخم من البلد الصغير الذي تبلغ مساحته 18 ألف كيلومتر ولا يتعدي تعداده السكاني 3.5 مليون نسمة.
تساءلت الصحيفة "والآن ماذا سنفعل بهذه الحماسة المتأججة بشكل جماعي". لتفتح الباب أمام جدل سيستمر بالتأكيد لأيام طويلة وسيتعدي حاجز ما هو رياضي.. وأمر رئيس البلاد خوسيه موخيكا باستقبال اللاعبين والجهاز الفني كالأبطال الفاتحين. وستنظم حكومته احتفاليات تشبه ما يحدث لدي زيارة أحد الرؤساء الأجانب للبلاد".
مع ذلك. فإن زعيم اليسار المخضرم في البلاد حاول التقليل من فورة الحماس. وقال موخيكا "لا تحملوا هؤلاء الفتيان مسئولية أكثر من اللازم. فهم غير ذاهبين إلي الحرب ولا إلي التفاوض حول الدين الأجنبي. فقط سيلعبون كرة القدم".