أصاب هدف إسبانيا فى الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافى الرابع من مباراة نهائى بطولة كأس العالم ٢٠١٠ بجنوب أفريقيا أمام هولندا جماهير المنتخب البرتقالى بصدمة كبيرة حيث نشر الصمت التام خيوطه على مناطق المشاهدة الجماهيرية عبر البلاد عندما سجل لاعب خط وسط إسبانيا أندريس إنيستا هدفه القاتل فى الدقيقة ١١٦ من المباراة. ولكن إحباط الهولنديين بعد هزيمة منتخب بلادهم فى ثالث نهائى يصل إليه ببطولات كأس العالم لم يدم طويلا، فمن جرونينجن فى الشمال إلى العاصمة أمستردام وصولا إلى لاهاى وروتردام وماستريخت فى الجنوب احتفلت الجماهير بإحراز المنتخب الهولندى مركز الوصافة ببطولة كأس العالم للمرة الثالثة فى تاريخه.
كما رفع الإسبان كؤوسهم فى نخب الأخطبوط العراف «بول» الذى يعيش فى متحف للأحياء المائية بألمانيا وأصاب فى تنبئه بأن إسبانيا ستفوز فى النهائى.
ووجد الهولنديون بعض العزاء فى أن هذه كانت المرة الأولى التى يصل فيها منتخب بلادهم إلى نهائى كأس العالم بعد غياب امتد إلى ٣٢ عاما ولم يخسر الفريق إلا بصعوبة بالغة وفى الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافى. ورغم الهزيمة المؤلمة فقد أكد الهولنديون دعمهم لمنتخبهم الوطنى، وكانت الملكة بياتريكس قد أعلنت قبل انطلاق مباراة النهائى بقليل أنها ستستقبل المدرب بيرت فان مارفيك فى قصر «نورديند» اليوم الثلاثاء بصرف النظر عن نتيجة النهائى.
ولن يقام الموكب الاحتفالى الذى كان من المقرر أن يسير عبر قنوات أمستردام فى أجواء احتفالية كبيرة، ولكن سيقام احتفال بمنتخب «الوصفاء الدائمون» كما أصبح البعض يطلق عليهم بالفعل فى هولندا أمام ميدان «رييكسميوزيم» (المتحف الوطني) فى أمستردام اليوم. وعكست الصحف الهولندية الشعور بالحزن ومرارة «الصدمة»، مشيدة فى الوقت ذاته باللاعبين والمدرب بيرت فان مارفيك.
وقالت إن الخسارة كانت الثالثة لهولندا فى نهائى كأس العالم بعد مونديال ١٩٧٤ أمام ألمانيا و١٩٧٨ أمام الأرجنتين.
كان العنوان الرئيسى لصحيفة «آى دى» الشعبية «الهولنديون يبكون» على صورة كبيرة للهداف ويسلى شنايدر مستلقيا على الأرض وواضعا يديه على وجهه، فى حين كتبت الصحيفة فى تحليلها «فخور بعد خيبة أمل، هذا ممكن»، مضيفة «لانه حتى ولو أن الخسارة فى النهائى وضعت حدا مؤلما للفرح الذى ساد فى البلاد فى عطلة نهاية الأسبوع، فإن المنتخب الهولندى يجب أن يكون فخورا بما قدمه فى جنوب أفريقيا».
وعلى الصورة ذاتها لشنايدر، عنونت صحيفة فولكسكرانت «دائما لا»، وكتبت «الإسبان كانوا أفضل لكن منتخب هولندا ٢٠١٠ كان آلة حرب برتقالية رفضت الإذعان». صحيفة «آر سى نيكست» أوضحت بدورها «جيل جديد من اللاعبين الهولنديين كتبوا أسماءهم فى الأسابيع الأربعة الماضية فى جنوب أفريقيا لكن صفعة الخسارة فى النهائى ستستمر طويلا أيضا».
«دى تلغراف» حيت اللاعبين واعتبرت أنهم «قاتلوا مثل الأسود»، لكنها تساءلت «ما هى الوصفة لكى تفوز هولندا فى كأس العالم فى يوم من الأيام»، مضيفة «أن يقدم المنتخب أداء استعراضيا أو منضبطا مبنيا على التنظيم الصلب، فإنه فشل فى أن يصبح أفضل منتخب فى العالم». وأكد لاعبو المنتخب أن الحكم الإنجليزى هاوارد ويب لعب دورا فى هزيمة الفريق صفر /١ أمام إسبانيا.
وقال البديل الهولندى إلييرو إليا إن الحكم كان عليه أن يمنح لاعبين إسبانيين البطاقة الحمراء مشيرا إلى أن «كل من فى الاستاد رأى أنه كان يجب احتساب ضربة ركنية لنا قبل أن يسجلوا مباشرة ولكنها لم تحتسب لنا».
وعلق فان دير فارت على هدف إسبانيا قائلا: «كان يجب احتساب ضربة ركنية لنا، ومن ضربة المرمى التى لعبوها بدأ الإعداد للهدف. ولكننا أيضا يجب أن نرتقى بأخلاقناعند الهزيمة». وأكد نايجل دى يونج، الذى أفلت من بطاقة حمراء محققة عندما وجه ضربة قوية إلى صدر تشابى ألونسو، أنه لم ير لاعب المنتخب الإسبانى جيدا لأنه كان يركز على الكرة.