م يكن في خيال أحمد حسن نجم مصر، ومنتخبها، وناديها المفضل «الأهلي» أنه
سيكون اللاعب رقم واحد في تاريخها في كل شيء من أول الاحتراف الخارجي
والحصول علي بطولة الدوري في أحد بلاد الفرنجة (بلجيكا) وأنه سيكون نجم
شباكها الأول من بداية عدد المباريات الدولية التي لعبها في تاريخه الممتد
والذي سيمتد لفترة قادمة أيضاً، ولا أنه سيكون صاحب جماهيرية طاغية مستمدة
من إصراره وجهده وعرقه ومجهوده في ملعب كرة القدم سواء مع الأهلي أو منتخب
مصر.
حسن الذي ولد في مدينة مغاغة بمحافظة المنيا معروف عنه أنه من
أكثر اللاعبين تواضعا حيث حصل علي الثانوية الأزهرية، وهو والد كل من حسن
والحبيب وملك. كما أنه الأكثر تواصلاً مع الإعلام والإعلاميين لذا لن تجد
صحفياً أو إعلامياً واحداً لا يعرف أحمد حسن ذلك الشاب الذي أذهل العالم
كله بأدائه الرائع في بطولة أفريقيا 2010 وهو يبلغ من العمر 35 عامًا وهذا
السن في كرة القدم يعتبر سن رجل عجوز لا يستطيع أن يعطي للكرة، لكن حسن
استطاع أن يخالف كل القواعد ويثبت أنه قادر علي العطاء بل أيضا يمكن وفي
هذه السنة أن يلعب 570 دقيقة في 20 يوماً في بطولة قارية كبيرة مثل بطولة
أفريقيا بل إن أحمد حسن استطاع أن يرفع كأس البطولة مرتين متتاليتين
باعتباره كابتن مصر، كما أنه شارك في الحصول علي أربع بطولات قارية لبلده
مصر أولها عام 1998 وكان يبلغ عمره وقتها 23 عاما، ثم في 2006 وكان وقتها
عمره 31 عاما، ثم 2008 و2010 وكان وقتها يبلغ من العمر 35 عاما، إذن يجب
علينا فعلا أن نقف احترامًا لهذا الشخص الذي استطاع أن يصنع مستحيلا هو
وزملاؤه.
أحمد حسن تزوج من الإسماعيلية عندما كان يلعب للدراويش
وكان حريصاً علي أن تكون عائلته معه في تركيا وبلجيكا، حتي إن ابنته ملك
ولدت هناك، كما يعرف حسن بأنه «أخو البنات» لأنه الشقيق الوحيد لست بنات.
السؤال
الآن من أين بدأ أحمد حسن حياته الكروية ثم كيف تحول من لاعب صعيدي إلي
نجم شباك وصاحب بطولات؟.. بالتأكيد لم يكن الطفل الصغير أحمد حسن يعلم وهو
يمارس رياضة كرة القدم التي يعشقها في شوارع مغاغة أنه سيصبح في أحد
الأيام نجم نجوم الكرة المصرية علي مر العصور ولم يكن حسن الصغير يدرك
وقتها أن مهارته وخفة حركته بالكرة ستكون طريقه لكتابة تاريخ كرة القدم
المصرية في العصر الحديث ، أحمد حسن الذي صنفته صحيفة ماركا الإسبانية أنه
أحد أفضل عشرة لاعبين في تاريخ كرة القدم علي مر العصور، لما لحسن من
تاريخ يجب أن يحتفي به.
بدأ أحمد حسن مشوار حياته الكروي لاعبا
صغيرا في مركز شباب مغاغة ورغم أن هذا الفريق كان مغمورا وقتها إلا أن
المستوي الكبير الذي ظهر عليه أحمد حسن جعل الكثير من الأندية تجري وراءه،
إلا أن رئيس نادي أسوان وقتها مصطفي حمد نجح في ضم أحمد حسن لصفوف فريقه
ليلعب أحمد حسن مع نادي أسوان لمده عامين في دوري الدرجة الثانية في موسمي
93و94 رغم أن نادي أسوان كان وقتها يلعب في دوري الدرجة الثانية إلا أن
أحمد حسن نجح في أن يلفت أنظار الفرق الكبري هذه المرة وانتقل إلي نادي
الإسماعيلي ليبدأ أحمد حسن فعلا في كتابة تاريخه الحقيقي في كرة القدم،
وذلك مع النادي الإسماعيلي حيث انضم أحمد حسن في العام الذي انتقل فيه إلي
صفوف الإسماعيلي إلي صفوف المنتخب الأولميبي مع المدير الفني للفريق رود
كرول ولعب حسن من وقتها في صفوف المنتخب الوطني حتي الآن.
لعب أحمد
حسن مع الإسماعيلي لمدة ثلاث سنوات حجز فيها مركزا أساسيا في صفوف الفريق
الأصفر ولعب حسن مع الدراويش في أكثر من مركز أهمها مركز الظهير الأيمن
ومركز لاعب الوسط المدافع ولاعب الوسط المهاجم ونجح أحمد حسن في أن يحقق
مع الإسماعيلي بطولة كأس مصر في 1998 وفي هذا العام كتب الصقر المصري
تاريخه مع منتخب مصر لكرة القدم ورغم أن هذا العام كان البداية الأفضل مع
أحمد حسن في منتخب مصر إلا أنه في هذا العام أيضا كانت هناك مشكلة كبيرة
له مع النادي الأهلي والمايسترو صالح سليم فعندما استدعي الجنرال محمود
الجوهري أحمد حسن للمشاركة مع المنتخب المصري في بطولة كأس الأمم الأفريقة
في بوركينا فاسو ونجح أحمد حسن في تحقيق البطولة مع المنتخب المصري وقاد
الفريق للفوز في المباراة النهائية بعد أن أحرز هدف التقدم الأول في مرمي
منتخب جنوب أفريقيا في المباراة النهائية وكانت مشكلة عندما وقع للنادي
الأهلي للانتقال إليه من الموسم الجديد إلا أن ثورة جماهير الاسماعيلية
علي حسن جعلته يتراجع عن الرحيل من صفوف الدراويش ويطلب من المايسترو صالح
سليم أن يسترد عقده ووقتها قال صالح سليم إن اللاعب الذي لا يريد اللعب في
النادي الأهلي فإن الأهلي لا يريده ورغم أن أحمد حسن استرد عقده إلا أنه
لم يعد للدراويش في نهاية الموسم بعدما جاء إليه عقد احتراف في أحد الفرق
التركية لينتقل أحمد أحسن إلي الدوري التركي ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته
الناجحة وليفتح باباً كبيراً لاحتراف أكثر من عشرين لاعبًا مصري في الدوري
التركي فيما سمي بعد ذلك بالقطار التركي ولكن الكثير سافروا إلي الدوري
التركي وعادوا جارين ذيول الخيبة لكن بقي أحمد حسن وحده ليصنع المجد
المصري في الدوري التركي بعد أن لعب للعديد من الأندية التركية الكبيرة.
سافر أحمد حسن إلي تركيا وهو يحمل معه آمالاً كبيرة في أن يحقق أكبر
أحلامه وهو النجاح في الاحتراف وأن تكون تركيا هي بوابة انتقاله إلي أحد
الأندية الكبري في أوروبا.. وانضم لنادي (كوجالــي سبور التركي) لمدة
موسمين، وكان أول موسم له جميلاً حيث نجح في إثبات وجوده من المباراة
الأولي له مع الفريق. وأحرز هدفاً واحداً ولعب كأساسي في 28 مباراة، ولم
يكن الموسم الثاني 1999/2000 لأحمد حسن في كوجالي بمستوي كبير حيث قل
مستواه قليلاً رغم إحرازه لـ3 أهداف وصناعته 4 أهداف في 10 مباريات فقط،
لكنه لم يكن موسماً جيداً له حيث جلس كثيراً علي الدكة، أما الموسم الثالث
فكان عبارة عن نصف موسم، لأنه انتقل في فترة الانتقالات الشتوية لتكون
المحطة الثانية في رحلة أحمد حسن في الدوري التركي بقضائه نصف موسم مع
كيجالي سبور لعب خلالهما 11 مباراة وأحرز هدفاً وحيداً، وانتقل بصفة
نهائية بعدها لنادي (دينزلي سبور). ومن هنا بدأ الصقر يحلق في سماء الدوري
التركي حيت كانت مرحلة دينزلي هي الأفضل له وكانت البداية الحقيقية لأحمد
حسن في تركيا وطار الصقر.. مخفقاً بجناحيه..محققا أفضل النتائج لهذا
الفريق ولعب أحمد حسن مع دينزلي في كل المراكز بدأ أحمد في يناير من عام
2001 مع نادي (دينزيلسبور) وأحرز 3 أهداف وصنع 7 أهداف وهذا يوضح أنه حصل
علي فرصة كبيرة للعب، نعم لقد لعب وقتها 20 مباراة، وكان هذا الموسم
2000/2001 هو أكثر المواسم التي يشارك فيها الصقر في الدوري التركي لأنه
لعب لفريقين وكانت المباريات برصيد 31 مباراة .. مقسمين لـ11 مع كيجالي
سبور و20 مع دينزيلسبور..، واحتل فريق دينزيلسبور المركز الـ11 برصيد 45
نقطة بفضل الصقر الذي لعب له في الدور الثاني. وفي يناير 2002 انتقل لصفوف
جنشلربيرليجي لتكون المحطة الثالثة له في الدوري التركي ويلعب حسن في هذا
الفريق مع المصري عبد الظاهر السقا ، ليساهم مع زميله المصري عبد الظاهر
السقا - قائد الفريق - في احتلال الفريق للمركز الثامن برصيد 45 نقطة،
واعتمد عليه مدرب الفريق في 14 مباراة أحرز خلالها رقماً مفاجئاً للجميع
(10 أهداف كاملة) رغم أن مركزه كان صانع ألعاب ومن وقتها اكتشف المدربون
قدرة أحمد حسن التهديفية ليكون في المواسم التالية أحد أبرز هدافي الفرق
التي لعب لها.
فتح أحمد صفحة جديدة مع ناديه الجديد موسم 2002/2003
فشارك معه من بداية الدوري في 23 مباراة.. وسجل 13 هدفاً ليصبح أهم لاعبي
الفريق علي الإطلاق، ليحتل جنشلر بيرليجي المركز الثالث في جدول ترتيب
الدوري برصيد 66 نقطة، والفضل للصقر المصري..، وفي نفس الموسم قادهم حسن
لنهائي كأس تركيا لكن صاحب المركز السابع آنذاك في الدوري «طرابزون سبور»
فاز بثلاثية مقابل هدف يتيم!! كان هذا الموسم استثنائياً بالنسبة لأحمد
حسن.. وبدأت العروض تنهال عليه من كل حدبٍ وصوب.. من بيكشتاش وجلاطا سراي
وفنارخشة أي أن أكبر الأندية التركية لهثت خلفه، لينجح المدرب الفرنسي
«جين تيجانا» بإقناعه للانضمام لصفوف الفريق صاحب الرداء الأبيض والأسود
والمعروف باسم الصقور موسم 2004/2003 -بيكشتاش.. كل هذه الفترة في الملاعب
التركية وأحمد حسن.
وأطلق علي أحمد حسن لقب الصقر عام انضمامه
لبيكشتاش المعروفين بصقور تركيا.. كما هو نفس لقب فريق لاتسيو الإيطالي،
وفي مدينة إسطنبول التركية سطع الصقر مع الصقور، وأحرز 14 هدفاً كاملة في
26 مباراة ليثبت أنه لاعب وسط من طراز رفيع وفريد جداً.وحقق أحمد حسن مع
بيكشتاش في أول موسم له المركز الثالث برصيد 62 نقطة ليتأهل الفريق للعب
في كأس الاتحاد الأوروبي الذي لم يشارك فيه من قبل علي الرغم من تأهيله
لجنشلر قبلها بموسم لكنه فضل ترك الفريق والبحث عن فريق أكبر بحجم
بيكشتاش.بعد رحلة طويلة في اللعب في الدوري التركي قرر أحمد حسن ترك
الدوري التركي والانضمام إلي صفوف فريق أندرلاخت البلجيكي ليكتب الصقر
المصري سطورا جديدة في تاريخ الشرف في الاحتراف الأوروبي ولم يخف الصقر من
التجربة البلجيكية التي سبق وفشل فيها ريفالدو الكرة المصرية طارق السعيد،
رافضاً الانتقال للعب مع إسبانيول الإسباني أو نيو كاسل وفولهام
الإنجليزيين مفضلاً خوض التجربة البلجيكية مع عملاق من عمالقة الكرة
الأوروبية، ففكر بذكاء لأنه يعلم أن الأندية التي تقدمت للفوز بخدماته في
دوريات كالإنجليزي والإسباني ليست علي مستوي تطلعاته ولا تخدم رغباته في
إنهاء المسيرة الاحترافية له بالشكل المطلوب الذي تمناه منذ العام الأول
له في تركيا، وبدأ موسم 2007/2006 وتألق فيه بشدة محرزاً 12 هدفاً في 30
مباراة، واستطاع المشاركة للمرة الثانية له في بطولة دوري أبطال أوروبا
حيث سبق له المشاركة في البطولة مع ناديه القديم «بيكشتاش» مرة وحيدة.،
لكن اندرلاخت حاله كبيكشتاش خرج سريعاً من البطولة، ومع ذلك لم يخرج خالي
الوفاض، حيث توج ببطولة الدوري البلجيكي باحتلاله للصدارة برصيد 77
نقطة..! وفي الموسم التالي 2008/2007والأخير له في أوروبا.. قادهم لتحقيق
لقب الكأس البلجيكي.. وأحرز كالعادة أحمد حسن كمية كبيرة من الأهداف قدرت
بنحو 8 أهداف في 26 مباراة في بطولة الدوري التي حصل فيها الفريق البنفسجي
علي مركز الوصافة، وأطاح بايرن ميونيخ به من بطولة كأس الاتحاد الأوروبي
في مجموع المباراتين 6/2 علماً بأن أحمد حسن شارك في فوز إندرلاخت علي
البايرن في ألمانيا بهدفين لهدف.لكن فجأة قرر أحمد حسن وهو في عز تألقه في
الدوري البلجيكي أن يعود إلي مصر حيث قرر التعاقد مع الأهلي بعد صراع طويل
بين الأهلي والزمالك للفوز بخدماته .. وفي أول مباراة لأحمد حسن شارك فيها
فاز الأهلي علي الزمالك 2/1 في بطولة دوري أبطال أفريقيا بل أحرز هدفاً من
قذيفة مدوية من ضربة حرة مباشرة كادت تمزق شباك عبدالواحد السيد، وفي غضون
أيام بعد انتهاء القمة الأفريقية أقيمت مباراة كأس السوبر المصرية بين
الأهلي والزمالك وفاز بالبطولة مع الأهلي.. وبعدها بعدة أشهر أحرز هدف
التقدم للأهلي في مرمي القطن الكاميروني في نهائي دوري أبطال أفريقيا في
مدينة جاروا حيث أقيم النهائي هناك.. ليفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا
ويستمر عطاء أحمد حسن مع الأهلي في الدوري المصري وينجح في قيادة الفريق
الأحمر للفوز ببطولة الدوري العام الموسم الماضي ويحقق أحمد حسن لقب
البطولة التي كانت غائبة عن دولاب بطولاته المملوء بالألقاب وتوج أحمد حسن
جهوده مع الأهلي بالحصول علي لقب أفضل لاعب في كل الاستفتاءات التي أجريت
في مصر في نهاية عام 2009، أحمد حسن نجح في أن يحقق في أنجولا 2010 رقما
قياسيا غير مسبوق بتحقيقه اللقب الرابع له في بطولات كأس الأمم، ولكن هل
كانت البطولة الرابعة هي الرقم القياسي الوحيد للصقر المصري في هذه
البطولة بالطبع لا فقد نجح أحمد حسن في أنجولا في تحقيق كل الأرقام
القياسية فقد وصل رصيد مبارياته الدولية بعد انتهاء البطولة إلي الرقم 172
ليتصدر قائمة لاعبي مصر الأكثر مشاركة في المباريات الدولية ولعب الصقر
المصري أحمد حسن المباراة النهائية الثالثة له علي التوالي وهو قائد
للفريق المصري ونجح أحمد حسن في الوصول برصيد أهدافه الدولية إلي الرقم 31
هدفاً ليكون في المركز الثالث علي مستوي لاعبي مصر من حيث التهديف في
المباريات الدولية ووصل أهداف أحمد حسن في بطولات كأس الأمم الأفريقية إلي
الرقم 8 ليكون الثالث أيضا في قائمة هدافي مصر في بطولات كؤوس الأمم بعد
حسن الشاذلي وحسام حسن ونجح أحمد حسن في أنجولا 2010 في الحصول علي جائزة
أحسن لاعب في البطولة للمرة الثانية في خلال 6 سنوات والانضمام إلي منتخب
أفريقاي للمرة الثالثة بعد بطولتي 1998 و2006 وكانت بطولة أنجولا 2010 هي
شهادة ميلاد جديدة للصقر المصري الذي كتب تاريخه في كتاب كرة القدم في مصر.