«رفضت
الغياب عن مواجهة نيجيريا رغم أن حرارتي وصلت إلى 38 درجة لحرصي الشديد
على التواجد مع المنتخب في هذه المباراة المهمة»، بهذه الكلمات بدأ
وائل جمعة حديثه لـ«المصري اليوم»، وقال إن الفوز أكد أن
منتخب مصر لا يزال قاهر الفرق الكبيرة، وبمقدوره الحفاظ على اللقب للمرة
الثالثة على التوالي، فى ظل وجود العبقري «حسن شحاتة» على رأس
الجهاز الفني.
■ وسألناه عن أحواله الصحية الآن؟
- فأجاب: الحمد لله تحسنت كثيراً، وشفيت تماماً من نزلة البرد التي
داهمتني ليلة مباراة نيجيريا، مما أدى لارتفاع درجة حرارتي بصورة كبيرة،
ووصلت إلى 38 درجة، ووقتها أبلغني الدكتور أحمد ماجد باستحالة مشاركتي فى
المباراة، خصوصاً أن تلك النزلة أدت إلى شعورى بحالة شديدة من الإرهاق،
لكنني رفضت فكرة ابتعادي عن المباراة، ورجوته أن يفعل أي شىء حتى أستطيع
اللحاق بهذا اللقاء، ونصحني بالمداومة على تناول المشروبات الساخنة لعلاج
احتقان الحلق، وتخفيف الآلام التي كنت أشعر بها، وفي البداية حاولت إخفاء
تلك الأعراض عن الجهاز الطبي حتى لا يبلغ بها الكابتن حسن شحاتة ويستبعدني
من التشكيل، ولكن عدم انخفاض الحرارة دفعني لإبلاغ الطبيب.
■ وماذا حدث حتى يتم إشراكك في المباراة، رغم أنك لم تكن مكتمل الشفاء؟
- صباح يوم المباراة انخفضت درجة الحرارة، وعادت لمعدلاتها الطبيعية مع
تحسن طفيف في الآلام التي كنت أشعر بها، واجتمع بي الكابتن حسن شحاتة
وسألنى سؤالاً واحداً هو: هل تستطيع المشاركة يا وائل أم تفضل الحصول على
قسط من الراحة؟.. فلم أتردد للحظة واحدة، وأبلغته بقدرتي على المشاركة،
على الرغم من شعوري ببعض الآلام، وتحاملت على نفسى ولعبت المباراة مع
زملائي بالفريق، وبالمناسبة لم أكن وحدى الذي أصيب بالأنفلونزا، حيث كان
معى حسني عبدربه وحسام غالى أيضاً.
■ وهل تمسكك بالمشاركة رغم إصابتك كان خوفاً من ابتعادك عن التشكيلة الأساسية؟
- أولاً أنا لا يشغل بالي على الإطلاق مسألة اللعب أساسياً أو الجلوس
احتياطياً، وأنا ملتزم تماماً بما يكلفني به المدير الفني طالما في
النهاية سيخدم مصلحة المنتخب الوطني، ويعود علينا جميعاً بالنفع، خاصة
أننا لا نلعب لعبة فردية، لكننا نلعب كرة قدم تعتمد على الجماعية، ولكن
إصرارى على المشاركة كان من دافع حبي للمنتخب وسعيي للمشاركة في أى مباراة
حتى لو كانت ودية، فما بالك باللعب أمام المنتخب النيجيري الذي تتسم
مواجهته بالصعوبة، وتحتاج لحشد جميع اللاعبين، ولذلك عندما سألنى الكابتن
حسن أكدت له رغبتي وقدرتي على العطاء في المباراة، وأعتقد أنني نجحت في
المهام التي كلفت بها، ويجب أن أقولها صراحة بأن الفوز الذي حققناه أنسانى
أى آلام شعرت بها خلال المباراة.
■ ماذا تمثل لك البطولة الحالية ولباقى زملائك من الجيل الحالى؟
- البطولة بالنسبة لنا بمثابة حياة أو موت، حيث إن الفوز بها سيرد لنا
اعتبارنا بعد الخروج غير المستحق من كأس العالم، الذي كنا أحق بالمشاركة
بها من الفريق الجزائري الذي خسرنا أمامه بسبب ظروف خارجة وبعيدة عن كرة
القدم وفنونها، وبالتالى فجميعنا تعاهدنا على أن نبذل قصارى جهدنا من أجل
الفوز بالبطولة والعودة بالكأس لنرى الفرحة التي اعتدناها من الشعب
المصري، والتي غابت عنه خلال الفترة الماضية، بسبب خروجنا من كأس العالم،
وبإذن الله سنسعى بكل قوة لتحقيق الفوز فى كل المباريات المقبلة من أجل
تحقيق حلمنا.
■ وهل الفوز على المنتخب النيجيرى يعد أحد مؤشرات الاحتفاظ باللقب؟
- المشوار لا يزال صعباً للغاية، ومواجهتا موزمبيق وبنين ستكونان أصعب
بكثير من مواجهة المنتخب النيجيري، حيث إن الأخير تعامل مع المباراة بمنطق
أنه فريق كبير، وتسلل الغرور للاعبيه في بعض أوقات المباراة، الأمر الذي
أدى إلى سيطرتنا على مجريات الأمور، ونجحنا في تحقيق الفوز عليه بثلاثة
أهداف مقابل هدف، والأمر يختلف تماماً في مواجهتى موزمبيق وبنين، حيث إن
الأوضاع تغيرت تماماً الآن بالنسبة لنا، فقبل البطولة كان الجميع ينظر لنا
على أن مستوانا تراجع، ولكن بعد المباراة الأولى أصبحنا نحن أصحاب الكلمة
العليا في المجموعة، وبالتالى سينظر لنا المنتخبان نظرة مختلفة تماماً،
وسيلعبان أمامنا بحذر دفاعى شديد، خوفاً من التعرض لهزيمة كبيرة مثل التي
لقيها المنتخب النيجيرى، وبالتالي سيلجآن لتضييق المساحات أمامنا بخطط
دفاعية بحتة، الأمر الذي سيزيد من صعوبة المهمة، ولكننا بإذن الله قادرون
على التعامل مع أى فريق، بدليل أننا فزنا على كل الفرق الكبيرة التي
واجهناها في البطولات الأفريقية، حيث سبق لنا الفوز على الكاميرون وكوت
ديفوار، ولم يكن متبقياً لنا من الفرق الكبيرة سوى نيجيريا التي لم نلتق
بها من قبل، والحمد لله حققنا الفوز عليها وبنتيجة كبيرة.
■ وهل ساورك القلق عندما اهتزت شباك الحضرى بهدف لنيجيريا؟
- الخسارة غير واردة في قاموسنا، لكن لا أخفي أنني انتابنى قلق خوفاً
من خسارتنا والدخول في مأزق نحن في غنى عنه، ولكن سرعان ما تبدد هذا
الشعور، وتذكرت كلمات الكابتن حسن شحاتة لنا قبل المباراة عندما طالبنا
بعدم اليأس إذا تقدم المنافس علينا، لأن كرة القدم لا تعترف إلا بالجهد
حتى آخر دقيقة، وكنت واثقاً فى زملائي وقدرتهم على حسم اللقاء لصالحهم،
وأعتقد أن الفوز باللقاء وضعنا على أول خطوة في طريق الحفاظ على اللقب
للمرة الثالثة على التوالى.
■ وما رأيك في المواجهة المقبلة أمام موزمبيق؟
- منتخب موزمبيق من المنتخبات المحترمة التي تلعب كرة قدم سريعة، فضلاً
عن امتلاك لاعبيه العزيمة والإصرار، ويكفى أنهم كانوا متأخرين بهدفين أمام
بنين لكنهم نجحوا فى إدراك التعادل، ونحن كمجموعة لاعبين سنبذل كل ما في
وسعنا من أجل تحقيق الفوز عليهم، واعتلاء صدارة المجموعة وضمان عدم
الانتقال من مدينة بانجيلا حتى المباراة النهائية.
■ وماذا تفتقد في هذه البطولة؟
- أفتقد وجود أبوتريكة، حيث كنت أتمنى وجوده معنا في هذه البطولة،
خصوصاً أنه من العناصر المميزة التي بمقدورها التأثير في أى مباراة، فضلاً
عن ارتباطي الحميم به، ويصعب علينا جداً عدم تواجده معنا، وبالمناسبة هو
دائم الاتصال بنا للاطمئنان علينا، وقام بتهنئتى بالفوز على نيجيريا.
■ وما رأيك في نجاح حسن شحاتة فى إخراجكم من أحزانكم سريعاً وقيادتكم لتحقيق فوز كبير على نيجيريا؟
- شحاتة مدرب عبقرى، وكل يوم يثبت لنا أنه مدرب عالمي، ونجاحه في
إخراجنا من الحالة النفسية السيئة التي كنا عليها بعد الخروج من كأس
العالم يأتى بسبب اقترابه الشديد منا، حيث يعاملنا مثل أبنائه، وقد عقد
معنا جلسة قبل الحضور لأنجولا، وقال إن عدم التأهل لكأس العالم أمر صعب
علينا جميعاً، ولكننا يجب أن نطوي هذه الصفحة ونركز في شىء يخرجنا ويعوضنا
عن خسارتنا، وإن الفوز ببطولة الأمم الأفريقية ربما يعوض جزءاً من تلك
الخسارة.
■ وما رأيك فيما حدث للمنتخب التوجولي؟
- الأمر صعب للغاية، ويجب التصدى لهذا الإرهاب بشدة وحزم، لأنه ليس من
المعقول أن يتم اغتيال أفراد كل ذنبهم أنهم جاءوا ليمارسوا كرة القدم،
وهذه الحادثة أفسدت علينا طعم المشاركة فى تلك البطولة، لأنه لا يمكننا
بأى حال من الأحوال أن نستمتع ولنا زملاء راحوا ضحايا لذلك الحادث الأليم.