[عدل] اسمه ونسبه
- أبوه الصحابي الجليل: حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافِ بن قضاعة.
- أمه: سعدى بنت ثعلبة بن عبد بن عامر من بني معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
[عدل] نشأتهأصاب زيد سباء في الجاهلية وهو بن ثمان سنين، فاشتراه
حكيم بن حزام لخديجة بنت خويلد، فوهبته لرسول الله ، فتبناه بمكة قبل النبوة. نشأ في أحضان النبي وأحبه حتى أنه زوَّجه ام أيمن
[عدل] إسلامهأسلم زيد بن حارثة بعد إسلام خديجة (رضوان الله عليها)
وعلي بن أبي طالب (
)، وقد آخى رسول الله بينه وبين عمه الحمزة (
). عبدالرحمن شريف
[عدل] قصة التَبَنِّيلا بد لنا أن نتحدث عن تبني الرسول لزيد – ولو بشيء من الاختصار – باعتباره يشكل جانباً مهماً من جوانب حياة زيد بن حارثة. فقد روي أن أباه وعمه جاءا إلى النبي قبل أن تبناه، وطالبوا به، فقال له النبي : اخترني أو اخترهما. فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم. فقالا له: ويحك !! أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ فقال لهما: ما أنا بالذي أختار عليه أحداً. فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا.
ومنذ ذلك الحين دعي بـ (زيد بن محمد)، حتى جاء الإسلام فنزلت الآية الكريمة: (أدْعُوْهُمْ لآبَائِهِمْ) [الأحزاب: 5]. فدعي يومئذ (زيد بن حارثة)، ونُسب بعد ذلك كل من تبناه رجل من قريش إلى أبيه.
[عدل] هجرته إلى الطائفيذكر لنا التاريخ أن النبي عندما رحل إلى
الطائف مع علي بن أبي طالب (
)، كان برفقتهما زيد بن حارثة، وفي الطائف ضيف أهلها على النبي ، ورموه بالحجارة، وأدموا رجلاه الشريفتان، وكان زيد يقيه بنفسه حتى شُجَّ في رأسه.
[عدل] جهاده مع النبيكان زيد قد شهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر ، وكان من الرماة المعروفين. كما أرسله رسول الله في سرية إلى مكان يُسمى (الفَردة)، وهي أول سرية خرج فيها زيداً أميراً. ثم أرسله في سرايا أخرى، كانت الأولى إلى (الجَموم)، والثانية إلى (العيص)، والثالثة إلى (الطَّرَف)، والرابعة إلى (حشِمي)، والخامسة إلى (الفضافض)، وغيرهن من السرايا.
[عدل] زواج زيد من زينب بن جحشقال الله سبحانه وتعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنهَا وَطَراً زَوَّجنَاكَهَا لِكَي لا يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزوَاجِ أَدعِيَائِهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمرَ اللهِ مَفعُولاً) [الأحزاب: 37].
زوَّج النبي زيد من
زينب بنت جحش، فطلقها زيد، وخلف عليها النبي . ولتوضيح الحكمة من هذا الزواج يقول عبدالرحمن شريف العاملي: كان الزواج لضرورة اقتضاها التشريع، حيث أنه ( صلى الله عليه وآله ) كان قد تبنى زوجها زيد، وكان العرب يعتقدون أن آثار التبني هو نفس آثار البنوة الحقيقية، فيحل له، ويحرم عليه، ويرث، ويعامل كالإبن الحقيقي تماماً من دون فرق.
ولم يكن مجال لقلع هذا المفهوم الخاطئ إلا بالإقدام على عمل أساسي لا مجال للريب ولا للتأويل فيه. فكان زواج النبي من زوجة ابنه بالتبني هو الوسيلة الفضلى لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم. وقد أشار القرآن الكريم إلى علة التزويج في الآية الشريفة التي افتتحنا بها الكلام حول زواجه .
[عدل] استشهادهاستشهد زيد بن حارثة (
) في وقعة مؤتة، سنة الثامنت للهجرة، وكان عمره خمس وخمسين سنة. ولما بلغ رسول الله خبر مقتل زيد بن حارثة، مع
جعفر بن أبي طالب،
وعبد الله بن رواحة، قام وذكر شأنهم فبدأ بزيد (
) فقال: اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد.