ابوشلبى مساعد
الجنس : تاريخ الميلاد : 21/12/1995 تاريخ التسجيل : 15/03/2010 عدد المساهمات : 2673 العمر : 28 الموقع : موالى
| موضوع: الحب أم الخبز الثلاثاء يوليو 20, 2010 1:21 am | |
| الحب أم الخبز
خيوط الشمس الذهبية تداعب الفِراش الأخضر، وترسل قبلاتها العذبة إلى النرجس والزنبق والبنفسج لتعلن بذلك ميلاد نهار جديد... كان الكلب الأسود ذو النقاط البيضاء جالسا في بيته كعادته, يتناول طعامه الشهي وينتظر حلول الليل ليبدأ عمله بحراسة منزل صاحبه السيد ساعي رجل الأعمال المشهور بذكائه وعمله الدؤوب وحبه للمال أيضا... بينما كان الكلب منشغلا مع قطع اللحم الحمراء الطازجة والعظام البراقة النظيفة إذ به يلمح قطة بيضاء جميلة بعيونها الخضر وشعرها الناعم، ترك الطعام وتوجه نحوها فما كان من بسبوسة إلا الارتماء بأحضان الطفل الصغير الذي يرعاها، ضمها حبيب بقوة وهدأ من روعها. بدأ الكلب بالنباح الحزين المتقطع وكأنه ينادي على بسبوسة، فشعر الطفل الفقير اليتيم بأن الكلب لن يؤذي قطته المدللة والتي يحبها كثيرا، فوضعها عنده وجسده وجسدها يرتعشان، ليقوم الكلب بتقبيلها فيطمئن حبيب قليلا. وبعد لحظات جميلة من مشاهدة الكلب والقطة وهما يلعبان ويمرحان والفرح والحبور على محياهما، غادرهما الصغير إلى عمله البسيط الذي لا يكاد يعيله... مر شهر والقطة والكلب يلعبان معا في النهار المنساب على المرج بأنواره وضيائه، والضحكة لا تفارق ثغريهما، ليُفاجَأ الكلب ذات ليلة أن صاحبه قد باع أملاكه وقرر السفر إلى بلد آخر لأن صفقة مغرية نامت بين يديه الكبيرتين الخشنتين، وأن الكلب سيبقى وحيدا بلا معيل ولا صاحب. حزن الكلب كثيرا وراح يشكو إلى حبيبته بسبوسة ما جرى، حاولت القطة الصغيرة إخفاء قلقها وخوفها، وأخذت بالتخفيف عن صديقها بكلماتها الرقيقة الشفافة مثلها -لقد ضاع كل شيء يا صديقتي، لا بيت... لا طعام... لا شراب... لا شيء -إيه لا تقلق، سيرزقك المولى بخير منه ومن طعامه إن شاء الله ( قالت ذلك وشفتاها ترتجفان وعيناها تحاولان إخفاء الدموع) -لا تكذبي علي (يائسا متعبا حائرا) أين سأجد اللحوم الحمراء الشهية التي كنت أتناولها كل يوم، وأين لي بمثل ذاك الفراش الناعم؟؟؟ ها قولي -ستُدبَّـر يا صديقي، لا تحزن أسبوع بأكمله مر والكلب يبحث عن طعامه بنفسه، يأكل ما يجده من بقايا في الحاويات المهملة والطرق المتسخة، وبدأ يهزل ويمرض، وأخذ يحن إلى الأيام الماضية، ويشتاق إلى عيشة الملوك التي كان يتنعم بها... كان الصغير يشعر بالخطر،فظل يراقب قطته المسكينة كلما اقتربت من الكلب، فهذه القطة هي صديقته وحبيبته الوحيدة بعد أن فارق والديه... وفي ليلة كان الظلام فيها سيد الموقف، وحفيف الأشجار وحده في المكان، والكلب في بيته المتكسر جالس جائع مريض لا يقوى على الحراك، يفكر بمالك البيت الجديد الذي لا يعرفه، ويتأمل في قدره السيء الذي ينتظره ،وفجأة أطلت القطة الصغيرة لتطمئن على صديقها الذي جار عليه الزمن، والطفل الصغير المرهق ينظر إليها من بعيد.... " الدنيا سوداء, لا طعام ولا شراب، والقطة آتية إلي، يال غبائي، لماذا لا ألتهمها وأسُدُّ جوعي.... لكن تمهل تلك القطة حبيبتك وصديقتك المقربة، وقد جاءت للاطمئنان عليك.... صديقة من؟ أنا جائع جدا ولا مجال لتحمل الوضع أكثر..." هذا ما ظهر في ذهن الكلب عندما لمح بسبوسة قادمة إليه، وأخذ يتمتم " تعالي يا صديقتي... تعالي". إيه وأخيرا ستمتلئين يا معدتي الحبيبة. أحس الطفل بالكلب يتأهب لشيء ما، ولمح في عينيه الشر والجبن والغدر، وهنا كانت بسبوسة قد أصبحت بين يدي الكلب الأسود وقد صبغ الظلام نقاطه البيضاء.... فتح عينيه الصارختين وحدق بالقطة وقال" وداعا يا حبيبتي فالخبز أجبرني على التهامك، ولا حل آخر عندي أسد به فم معدتي الصارخة، ومؤكد أنك لا ترضين لي الموت, أليس كذلك؟ ".. وهنا تسمرت القطة وأخذت تصرخ" حبيب... حبيب" لنجد الصغير أمام الكلب غير مكترث ولا خائف مما سيجري، قدم للكلب طعامه الذي جناه ذلك اليوم، حضن القطة المرتعشة وحملها بين ذراعيه الصغيرتين الناعمتين، ورسم على وجنتها المليئة بالدموع قبلة رقيقة، أخذها وذهب بعيدا، تاركا وراءه الكلب الأسود، وطعامه....
| |
|
اشرف مصطفى2010 احلى مبدع
الجنس : تاريخ الميلاد : 13/07/1996 تاريخ التسجيل : 29/07/2010 عدد المساهمات : 641 العمر : 28 الموقع : مدرسه الدروتين الاعداديه
| موضوع: .... الأحد أغسطس 01, 2010 7:12 pm | |
| | |
|