نهائي دوري أبطال أوروبا درسٌ في الروح الرياضيةكرة القدم - دوري أبطال أوروباانتر ميلان وبايرن ميونيخ تعانقا بعد انتهاء أقوى المواجهات
وأكثرها أهمية، فمتى يستفيد العرب من القارة العجوز؟ أين المشاهد الأوروبية من
ملاعبنا العربية؟ وكيف نزرع في اللاعبين العرب تقبل الخسارة؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]EPAدبي: خاص (يوروسبورت عربية)
قدمت القارة العجوز دروساً مجانية لمختلف ملاعب العالم وخصوصاً العربية بعدما
خرج نهائي دوري أبطال أوروبا الذي جمع انتر ميلان الإيطالي ببايرن ميونيخ الألماني
السبت على ملعب "سانتياغو برنابيو" في مدريد بأبهى حلة من النواحي التنظيمية
والفنية والأخلاقية.
فرغم حساسية المواجهة والزحف الجماهيري الرهيب الذي شهدها من ألمانيا وإيطاليا،
فإن لقاء السحاب انتهى في الملعب وسط هتافات وتصفيق حار من أنصار الطرفين على
المدرجات، انعكست على أرض الميدان بتبادل القمصان والعناق الحار بين اللاعبين.
المناخ الرياضي النموذجي ظهر جلياً قبل وأثناء وبعد المباراة، فبدأ بالثناء
وكلمات المديح بين مدربي الفريقين البرتغالي جوزيه مورينيو والهولندي لويس فان،
وامتد إلى المستطيل الأخضر عندما التقطت الكاميرات لقطة معبرة لمورينيو وهو يعانق
نجم البافاري روبن ممازحاً لدى خروج الكرة إلى مكان وقوفه في المنطقة الفنية.
ولم تقف الروح الرياضية عند هذا الحد بل تعدته عندما صفق الجمهور الألماني
طويلاً للاعبي الفريقين على الأداء الذي قدموه رغم خسارة فريقم، ما دفع الفريق
الإيطالي لرد التحية باصطفاف نجومه أمام منصة التتويج لمصافحة نجوم بايرن ميونخ لدى
توجههم لاستلام الميداليات الفضية.
لماذا لا نتعلم من "الجارة" أوروبا؟ مشاهد لا نجدها إلا في أوروبا "جارتنا" التي تتمتع بحس احترافي وأخلاقي رياضي
وتقدم مشاهد قلما نجدها أو تكاد تكون معدومة في الملاعب العربية التي تعج بطولاتها
ومواجهات فرقها ومنتخباتها بعوامل التفرقة والخشونة في الأداء وعدم تقبل الخسارة
بصدر رحب.
وتبدو المشاهد التي تابعناها في مباراة انتر ميلان وبايرن ميونيخ حكراً على
الأوروبيين فقط لأن اللاعبين العرب عندما يلتقون يعتقدون أنهم في حرب وعليهم القتال
وإشهار الأسلحة التدميرية للروح الرياضية في وجه بعضهم نتيجة الشحن النفسي الزائد،
لتخرج المباريات عن السيطرة وتغيب المتعة الفنية منذ الدقائق الأولى ويبدأ الحكام
بإشهار سيل من البطاقات الملونة في وجه المذنبين فنياً وأخلاقياً، ويكون المشاهد
العربي الخاسر الأكبر.
وعندما نعود بالذاكرة إلى المواجهات العربية – العربية، وخصوصاً المصرية
والجزائرية ندرك بأنها أخذت منحى آخر، فرغم الإمكانات الجيدة التي يتمتع بها لاعبو
البلدين، فإنهم يقاتلون من أجل الفوز بشتى الوسائل لكي لا يخسر الفريق أو المنتخب
من منطلق أنه لا يريد بطولة أو لقباً بقدر ما يتطلع لكسب هذا الخصم بعينه، لتنتهي
المباريات العربية في المحاكم الرياضية وعلى طاولة الاتحاد الدولي وسط ذهول
العقلاء.
قطر هنئ الوصل بالأحذية! وفي البطولات الخليجية حدث ولا حرج، إذ أن المنافسة خرجت من الملعب وتجاوزت
الخطوط الحمراء، وبالأمس القريب دارت رحى المعارك الكروية في بطولة مجلس التعاون
للأندية بين أندية النصر السعودي والوصل الإماراتي من جهة والمحرق البحريني وقطر
القطري من جهة أخرى في الدور نصف النهائي لما بدر من جماهير تلك الأندية واشتباكات
لاعبيها خلال وبعد المباريات، ما دفع اللجنة التنظيمية لفرض العقوبات والغرامات
وإنذار المخطئين دون معالجة جذرية لعقول اللاعبين ودراسة الحلول الناجعة للتغلب على
التعصب الأعمى لدى المشجعين.
وبالمقارنة بين نهائي بايرن ميونيخ وانتر ميلان نجد أن لاعبي قطر القطري لم
يقوموا بتهنئة خصمهم الوصل بعد انتهاء المباراة النهائية التي أسفرت عن فوز الفريق
الإماراتي باللقب قبل نحو شهرين وإنما رموهم بالأحذية، ولم يصعدوا إلى منصة التتويج
لاستلام الميداليات في ظاهرة كثيراً ما ترمي بظلها الثقيل على ملاعبنا بصورة
بائسة!.
الأسئلة التي تطرح نفسها بعد النهائي الأوروبي هي متى يصل اللاعب العربي إلى
مستوى الفكر الاحترافي والأخلاقي؟ وكيف من الممكن أن نزرع في اللاعبين منذ نشأتهم
ضرورة تقبل الخسارة تماماً مثل الفوز؟ أين المشاهد الأوروبية من ملاعبنا العربية؟
وهل يمكن إيجاد قاموس جديد لمفهوم الرياضة وأهدافها النبيلة وتعليمه للاعبين
والإداريين وحتى رؤساء المجالس والاتحادات العربية؟