[b]يسيطر هاجس الخصوصية علي قطاع عريض من مستخدمي الانترنت، وتقريبا لا يمر أسبوع دون أن تكون هناك قضية مرفوعة ضد أحد المواقع بسبب جمعه لمعلومات عن مستخدميه. ويبدي البعض تخوفا من تزايد الاعتماد علي الشبكات الاجتماعية كالفيسبوك وغيرها حيث توفر مثل هذه الشبكات كمية هائلة من المعلومات عن جميع مشتركيها. لكن مع ذلك تظل الامكانية متاحة للمستخدمين للتحكم فيما يتم معرفته عن حياتهم الخاصة.
الفترة الماضية برزت في الدوائر الثقافية علي الإنترنت قضية هي في الأصل شأن خاص لكن أطرافها قرروا استخدام الإنترنت في معركتهم الشخصية. البداية كانت في شهر أبريل الماضي حينما أرسلت د.نوال السعداوي في أبريل الماضي ايميلا لقيادات وزارة الإعلام وعدد من الصحفيين اتهمت ناقدة ومعدة بالتليفزيون بالسطو علي عدد من وثائقها الشخصية بحجة أنها تعد لفيلم تسجيلي عنها وجاء في إيميل د.نوال أن الناقدة قد »تعرفت علي أفراد أسرتي وبعض من المثقفين المحيطين بي وبأسرتي، أقامت في الخفاء علاقات مع بعضهم، تستخدم أنوثتها وكاميرا التليفزيون لتدعيم مستقبلها اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، تحت اسم الحرية والتعددية والروشنة الحديثة، هي في الأربعين، قد تصطاد كاتبا معروفا يكبرها بخمسين عاما تحت اسم الحب، توهمه أنها ستؤلف عنه كتابا وفيلما تسجيليا تجاهلت معظم الصحف ووسائل الإعلام إيميل السعداوي باعتبار الأمر مسألة شخصية، لكن منذ بضعة أسابيع بدا أن لدي أطراف القضية وأسرة د.نوال ميولا قوية لتحويل المسألة من مسألة خاصة، إلي مسألة عامة. فعلي الفيسبوك أعلن د.شريف حتاتة خبر طلاقه بنوال وانتهاء علاقتهما.
تبع د.شريف خبر طلاقه بالدكتورة نوال برسالة نشرها علي صفحته علي الفيسبوك بعنوان »توضيح ما يمكن توضيحه« دافع فيه عن علاقته بالناقدة ووصفها بأنها »علاقة اعتز بها لأنني وجدت فيها إنسانة حساسة وقفت ثابتة في الظروف الصعبة التي أحاطت بها، وتبذل جهوداً مستمرة لشق طريق مستقل لحياتها رغم العقبات التي تواجهها في هذا السبيل« وأوضح أن علاقته بها ليس لها أي علاقة بانفصاله عن الدكتورة نوال، بل كان الانفصال نتيجة تعقد علاقتهما واتجاه د.نوال إلي الحجر عليه. توالت التعليقات علي صفحة د.شريف ومعظمها جاءت مؤكدة علي الاحترام والتقدير أو حزينة علي نهاية العلاقة الجميلة. لكن المؤسف أن تتحول العلاقات الخاصة وأحاديث النميمة الجانبية لتصبح محوراً لحديث الساحة الثقافية من خلال الفيسبوك ومحيط الإنترنت، الأمر الذي يؤكد أن هاجس الخصوصية ليس بالأمر الكبير نسبياً في مقابل هاجس الاستعراض واستخدام الإنترنت كوسيلة من وسائل التشهير.[/b]