[b]تنذر العلاقة المتوترة حالياً بين الناشرين المستقلين من غير الأعضاء في اتحاد الناشرين وبين الاتحاد ببوادر أزمة قد تطول. بعد الانتخابات الأخيرة قرر مجلس إدارة الاتحاد برئاسة الناشر محمد رشاد تفعيل المادة الخامسة من قانون تأسيسه والتي تشترط عضوية الاتحاد لمزاولة المهنة، كما تدرس هيئة الكتاب حالياً، بناءً علي اقتراح من الاتحاد، فكرة منع المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب علي غير أعضاء الاتحاد.
ظاهرياً قد تبدو المسألة كما لو كان اتحاد الناشرين ينظم مهنة النشر لصالح المؤلف وصناعة الكتاب في مصر بشكل عام، غير أن التدقيق في غابة التفاصيل الصغيرة يكشف حتماً أبعاداً أخري. فتاريخياً، كانت الدور الصغيرة والمستقلة (من غير أعضاء الاتحاد في الغالب) هي من حافظت علي حيوية الأدب المصري، وساهمت في تطوره بالإنحياز للأصوات الطليعية فيه. تعاملت هذه الدور في معظمها مع النشر كدور ورسالة أكثر منه وسيلة للربح التجاري السريع. بعضها امتنع عن الاشتراك في اتحاد الناشرين لقناعات راسخة تخص الاستقلالية، والبعض الآخر لأنه رأي أن الاتحاد لا يقدم له خدمات موازية في المقابل.
لسنا بالطبع ضد أن يقوم أي اتحاد أو نقابة بخطوات تنظيمية داخلية، لكننا فقط نتساءل: هل دور النشر غير المنتمية للاتحاد (بينها ميريت، والدار) هي مشكلة النشر المصري؟!! ولماذا لا يولي اتحاد الناشرين اهتماماً أكبر لمشاكل النشر والكتاب الحقيقية في مصر مثل الرقابة سواء المستترة أم المعلنة، وارتفاع الجمارك علي المواد المستخدمة في صناعة الكتاب؟
كل ما نرجوه الآن ألا يطلب الاتحاد فتوي من الأزهر ضد الناشرين غير المنتمين إليه، كما فعل مؤخرا بطلبه لفتوي تحرم قرصنة الكتب إلكترونياً.
في النهاية، وبعيداً عن تلك الأزمة، تبقي الإشارة لمحور بستان الكتب لهذا العدد، فكما اعتدنا كل صيف نقدم للقارئ عدداً من العناوين كقراءات صيفية مقترحة، أي قراءات تتسم بالسهولة والحرص علي عامل المتعة قبل أي شيء آخر.[/b]