دعت السيدة سوزان مبارك, قرينة رئيس الجمهورية ومؤسسة ورئيسة حركة سوزان مبارك الدولية من أجل السلام, شباب مصر المقيمين بالخارج إلي أن يكونوا سفراء لمصر, يفخرون بها ويدافعون عنها من خلال تصحيح الصور الخاطئة التي قد ينقلها الإعلام الغربي. [img]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [justify]
وأعربت قرينة الرئيس ـ في لقائها بالشباب المشارك في الملتقي الثاني لشباب مصر بالخارج الذي يعقد تحت رعايتها بالإسكندرية في إطار الاحتفال بالعام الدولي للشباب ـ عن فخرها بهؤلاء الشباب المتفوق الذي يمثل مصر في الخارج.
وبدأت قرينة الرئيس اللقاء بتأكيد ضرورة أن يكون لكل منهم حلم يسعي لتحقيقه, واستشهدت بحلمها الشخصي بأن يصل الكتاب لكل بيت مصري, وأن يجد كل شاب وطفل كتابا في متناول يده يطلع من خلاله علي الثقافات المختلفة.
واستعرضت السيدة سوزان مبارك تجربة إنشاء المكتبات منذ أن بدأت بإنشاء مكتبة صغيرة بإحدي المدارس من خلال جمعية الرعاية المتكاملة التي ترأسها, وصولا إلي إحياء مكتبة الإسكندرية العظيمة التي تعتبرها من أكبر الأحلام التي تحققت بفعل العمل المتواصل.
وتحدثت عن مشروع القراءة للجميع الذي نحتفل هذا العام بمرور عشرين عاما علي إطلاقه, وكيف أن المهرجان يتطور كل عام وتنتشر المكتبات بأشكالها المختلفة من مكتبات مبارك العامة الموجودة الآن في سبع محافظات, إلي مكتبات الحديقة والمكتبات المتنقلة التي تجوب الأحياء.
وأكدت أن كتب الأطفال قد تطورت كثيرا وأصبحت تحصد الجوائز العالمية بعد أن كانت شديدة التواضع من قبل, وذلك بفعل الاهتمام بتطويرها وعقد المسابقات للمؤلفين والرسامين من الشباب والكبار.
وأكدت السيدة سوزان مبارك أن مكتبة الإسكندرية التي احتضنت لقاءها بالشباب أمس الأول تضم تاريخنا المصري الرائع, الذي يمتد عبر آلاف السنين من خلال إحيائه مرة أخري عن طريق التقنيات الحديثة المذهلة في القرن الحادي والعشرين وإبداعات الكمبيوتر مثل الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد, ومن خلال متاحف الآثار والمخطوطات ومعاهد البحوث والمنشورات والمعارض التي تجتمع لتجعل هذا الماضي المضيء جزءا من واقعنا الحالي يعكس ثراء حضارتنا الفرعونية والمسيحية والإسلامية.
وقالت قرينة الرئيس في مستهل كلمتها: إن مجد الإسكندرية القديمة لم يكن أقل روعة.. فعلي هذه البقعة من الأرض منذ2300 سنة, جاء الإسكندر الأكبر ومعه حلم من أجل الثقافة والانفتاح لتوحيد العالم وبدء عصر جديد.. وقد اختار الإسكندر الموقع لعاصمة جديدة: الإسكندرية, وقام خلفاؤه في مصر.. البطالمة.. ببناء الإسكندرية وجعلوها عاصمة الفكر في العالم.. وتعتبر منارة الإسكندرية واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
وكانت مكتبة الإسكندرية القديمة هي التراث الأعظم الذي تركوه لنا.. توافد إليها كبار المفكرين والعلماء وعلماء الرياضيات والشعراء من كل الحضارات للدراسة وتبادل الأفكار.
وقامت هذه الجماعة الرائعة من العلماء.. بفتح آفاق ثقافات العالم من خلال حوار حقيقي بين الحضارات, حيث نشروا الدعوة إلي العقلانية والتسامح والتفاهم والمعرفة والمنهج العلمي.. وجسدت مكتبة الإسكندرية القديمة علي مدار أكثر من ستة قرون ذروة التعلم, وظلت مصدر إلهام العلماء والمفكرين في جميع أنحاء العالم لعدة قرون.
وضمت أرفف المكتبة ما يزيد علي700,000 مخطوطة, أي ما يعادل أكثر من100,000 كتاب من الكتب الحديثة المطبوعة, وكانت مقصدا للعلماء من كل الثقافات, ومصدرا لجذب الشباب من أجل البحث والدراسة.
وأضافت أننا اليوم نحتفل بالحاضر.. نفتخر ببناء مكتبة الإسكندرية الجديدة التي فتحت أبوابها منذ سنوات قليلة للترحيب بمصر والعالم, وأصبحت منبرا للتنوع والتواصل.. والبحث والاكتشاف.. وحرية الحوار بين الشعوب والثقافات.
اليوم يقف أمامنا هذا الصرح الضخم حقيقة واقعة حيث يستضيف أكثر من700 لقاء سنوي يتحاور خلاله المشاركون من جميع أنحاء العالم في شتي مجالات المعرفة الإنسانية.. ويستقبل أكثر من1,4 مليون زائر بينهم العديد من الأطفال والشباب.
هكذا نجحت المكتبة خلال فترة وجيزة في إحداث تأثير كبير علي المشهد الثقافي في مصر والمنطقة بأسرها.. وكان لها أثرها الملحوظ علي الصعيد الدولي, حيث أصبحت أكبر مكتبة رقمية في العالم.. يستقبل موقعها علي شبكة الإنترنت أكثر من مليون زائر يوميا.
وأوضحت السيدة سوزان مبارك أنه إن كان لنا أن نشعر بالاعتزاز لإعادة بناء مكتبة الإسكندرية.. فإنه يحق لنا أن نفخر بأنها نجحت في استعادة روح المكتبة القديمة بشكل معاصر, حيث أطلقت العنان للمواهب الشابة.. فتعمل المكتبة بالشباب ومن أجل الشباب.. تفتح آفاقا لأفكارهم, وتنمي مواهبهم وقدراتهم, ومن هنا فهم يبتكرون المستقبل.
وأكدت أننا نشجع الشباب علي أن تكون لديهم الجرأة علي الحلم وشجاعة التعبير عن هذا الحلم.. نعد شبابنا لمواجهة الغد من خلال تسليحهم بالوسائل التكنولوجية الحديثة وأفضل العلوم التي وضعها العقل البشري.. وفي هذا المكان أيضا إعطاء الشباب الفرصة من خلال المناقشات واللقاءات.. لتجسيد أفكارهم حتي يتمكنوا من مواجهة المستقبل وتحقيق أحلامهم.
وأوضحت أن الملتقي الدولي نتج عنه تشكيل وحدة دائمة تختص بشئون الشباب.. تعمل من خلال برامج وأنشطة تسهم في إتاحة الفرصة أمام الشباب لتحفيز طاقاتهم.. وتطوير قدراتهم علي الابتكار.. من أجل دعم قيم السلام واحترام حقوق الإنسان وحرياته وتكريس التضامن الاجتماعي في المجتمع.
كما لم نغفل الدور المهم للتطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حياة الشباب.. فأطلقنا مبادرة الاستخدام الآمن للإنترنت بهدف نشر ثقافة السلام ومد جسور التفاهم والتواصل بين دول وشعوب العالم.
وقالت: يجب أن نستغل الزخم الناتج عن بداية العام الدولي للشباب.. ونبني علي ما تحقق ونقدم للعالم ما قمنا ونقوم به في هذا المجال.. فعلينا مسئولية إبراز جهود الشباب.. يشعرون من خلالها بأنهم محل اهتمام وتقدير من العالم أجمع, وذلك من خلال عرض التجارب الناجحة التي خاضها العديد منهم, وبذلك نكون قد شاركناه طموحاته في العيش في عالم يسوده سلام قائم علي العدالة.. عالم ينعم بالأمن والاستقرار من أجل مستقبل أفضل للجميع.
وأضافت: ان وجودكم خارج مصر يجب أن يزيد من صلاتكم بالوطن وانتمائكم له.. فالانتماء للوطن.. والحرص علي خدمته لا يرتبطان بالضرورة بالوجود الفعلي علي أرضه.. فقد تفصل بيننا حدود جغرافية.. وقد تختلف الثقافات التي نتفاعل معها.. لكننا في النهاية أبناء بلد واحد.. نستطيع, برغم اختلاف اللغات التي نتخاطب بها في بلاد المهجر, أن نلتقي حول نفس المبادئ والقيم والأهداف.. ونتشاور حول نفس القضايا والمشاكل التي تهم بلادنا وتقلق شعبنا.
فوجود الإنسان بعيدا عن وطنه.. في أغلب الظن.. يعزز من إحساسه بالقومية.. وينمي من شعوره بالوفاء لبلده.. بشكل يفوق, في بعض الأحيان, مشاعر من هو مقيم فيه بالفعل.
كما أن الغياب عن أرض الوطن مهما يطل.. سواء لأسباب الدراسة أو بغرض العمل والإقامة.. لا يعني انقطاع العلاقة أو عدم الحرص علي خدمته.. بل يمكن أن يمثل سببا إضافيا للتعلق به والحرص علي مصالحه والسعي لتقدمه.
وأشارت إلي أنهم يعتبرون في خير موقع لتحقيق التواصل المنشود بين الثقافات.. وفي أفضل الظروف لتحقيق التقاء الشعوب علي قيم التعاون والتفاهم.
ودعتهم لإقامة مشاركة هادفة وفعالة مع اخوانهم واخواتهم من شباب مصر.. في إطار من الصداقة والتعاون.. وبما يعود بالاستفادة المتبادلة.. ويقوي علي أرض الواقع العلاقات القائمة بين شباب مصر المقيمين بها.. وشبابها الموجودين بالخارج.
وأكدت السيدة قرينة الرئيس أنه في إطار الحرص علي تنمية الروابط مع الحركة الدولية للسلام, فقد تم تجهيز بطاقات عضوية تسمح للشباب بالخارج بالانضمام للحركة لإتاحة الفرصة للمزيد من التواصل مع الوحدة المعنية بالشباب, كما قامت الحركة بتوفير كل المعلومات عن الأنشطة وموقعها علي الإنترنت, ومعهد السلام في ذاكرة الكترونية'USB س بالإضافة إلي مطبوعات متنوعة عن أنشطة الحركة ومكتبة الإسكندرية وبرامجها.
واختتمت السيدة سوزان مبارك كلمتها بدعوة الشباب المقيم في الخارج إلي المشاركة في المؤتمر الدولي للشباب الذي ستعقده الحركة في العام المقبل لدعم التواصل معهم.
وقد بدأ اللقاء بكلمة ترحيب من الدكتور صفي الدين خربوش, رئيس المجلس القومي للشباب, وجه فيها الشكر للسيدة سوزان مبارك علي رعايتها للملتقي الثاني لشباب مصر بالخارج الذي شارك فيه ما يقرب من700 شاب وفتاة من13 دولة من القارات الثلاث جاءوا من أجل التواصل مع الوطن والتعرف عليه عن قرب, في الفترة من20 يوليو إلي8 أغسطس الحالي.
وقد أدارت السيدة سوزان مبارك حوارا مفتوحا مع الشباب, أعربوا فيه عن فخرهم بأنهم مصريون, وأكدوا أنهم زاروا في الأيام الماضية محافظات مصر المختلفة وتعرفوا علي معالمها العظيمة.
ووجهوا الشكر للسيدة سوزان مبارك علي اهتمامها بالشباب.[/justify]