أرسل لك تحياتى التى لا تعد ولا تحصى و بعد السلام يأتى الكلام وأسألك كيف ترى مصر؟
هل هى أم الدنيا هل هى جنة الله على الأرض أم هى فساد يصل للركب؟
فكلما شاهدت الفضائيات وقرأت الصحف أجد البلد كلها حوادث وفساد وانهيار منازل وقضايا على كل شكل ولون وقتل بين الآباء والأبناء ومياه مخلوطة بالمجارى ونار تأكل الأخضر واليابس وأموال تذهب للكبار فقط والفتات للفقير.
هل الحالة فى مصر سوداء لهذا الحد؟
زحام فى كل مكان و جو حار لا هو معتدل و لا دافىء كما كانت تقول كتب المدرسة زمان و على رأى الإعلان: مين بيضحك على مين؟
الشباب متشائم والقليل منه متفائل و الكثير يريد الهجرة ، بل و يدفع الآلاف ليغسل الصحون و يترك البلد بخيرها و يرمى بنفسه فى البحر و هو يعلم انه يغرق فى شبر ميه.
و إذا سألته لماذا ؟ فيرد عليك بأن الذى رماه على المر هو حال البلد و شهادة التعليم أصبحت مجرد ورقة محاطة برواز خشبى يستند مستكينا إلى حائط يشاهدها الناظر من كل صوب وحدب ولم نعد بلد بتاعة شهادات صحيح .
هذه هى مصر؟!
أين مصر الحلوة ؟!
مصر معروفة بناسها الطيبين وأهلها وجدعنة ولاد البلد وقت الشدة شوف لو كنت فى ضيقة وواحد أتعرض لك من حارة غير حارتك هتلاقى ولاد البلد الجدعان من أهل حتتك واقفين معاك.
لكن الحال الآن كل واحد فى حاله حتى الجار الذى وصى عليه النبى عليه الصلاة و السلام لا تسلم عليه ، بل وأحيانا تتجنب الصعود معه على السلم .
هل هذه مصر؟
مصر بتتسرق من أيام زمان و لسه فيها الخير، مصر لو بعدت عنها و رجعت تانى هتلاقيها بنفس مشاكلها و أحوالها و بشاشة ناسها الطيبين.
مصر تحس فيها بالدفا و تلمس فى عيونها السعادة و أنت فى رمضان و بهجة العيد تعرف الأيام الحلوة من شوارعها و ناسها و فوانيسها و أكلها.
مصر تشوف خيرها فى مساجدها و كنائسها و شنط الخير للفقير و المحتاج.
مصر السهرانة بدم ناسها الخفيف و شهامة ولادها و نورعقول خيرة شبابها وعلماءها .
مصر زويل و محفوظ، مصر مشرفة و نبوية موسى، مصر توفيق الحكيم و عرابي، مصر عبد الناصر و السادات، مصر أم كلثوم و عبد الحليم، مصر يوسف وهبى و عبد الوهاب، مصر نجيب الريحانى و الكسار مصر إسماعيل يس وعادل إمام،مصر مصطفى كامل و مبارك ،مصر العقاد و طه حسين.
مصر بأقل القليل فى جيبك تعيش فيها سعيد طالما مستورة بحمد الله.
مصر تعرفها من ست بيت تصون وزوجها و تربى بنتها و ابنها أحسن تربية.
مصر 73 بجنودها الأبطال الشهداء و الأحرار.
مصر بنسمة النيل و جمال بحورها و صفاء ليلها و روعة هواها ساعة المغربية.
مصر فيها حاجة حلوة كما جاءت الغنوة فى عسل اسود.
مصر بلمة الطبلية و فرحة العروسة و سبوع المولود و ذكر الموالد.
مصر فى بركة أوليائها الصالحين السيدة زينب و نفيسة و سيدنا الحسين.
مصر بظل شجرة يغطى بهواه الأحبة شاهدا على عشقهما.
مصر بسمة صياد على المركب تاركا رزقه على الله راضيا بأقل القليل.
مصر إذا كانت تعانى و تمرض فهى لن تموت و تبقى عظمتها أبد الدهر.
مصر إذا كانت مليئة بالكلام عن التغيير فلن يأتى إلا بأن يبدأ كل واحد بنفسه.
و يا من تبحث عن القدوة فهى موجودة شرط الإخلاص فى حب بلدك لأنها لو سوداء تحتاج المساعدة فأنت خير من يساعدها ولا يوجد ابن بار يترك والديه.