محمد الدسوقى نائب المدير العام
الجنس : تاريخ الميلاد : 25/07/1958 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 عدد المساهمات : 272 العمر : 66 الموقع : نائب المدير
| موضوع: كيف نحمي أولادنا وبناتنا من الشذوذ الجنسي؟ الأحد أغسطس 15, 2010 12:43 am | |
| كيف نحمي أولادنا وبناتنا من الشذوذ الجنسي؟ في مقال لها بجريدة الوطن طرحت الدكتورة ليلى أحمد الأحدب وهي طبيبة واستشارية اجتماعية الكيفية التي يمكن بها أن نقي أبناءنا وبناتنا من الشذوذ ... ومن أجل الفائدة رأيت نقل هذا المقال لما ينطوي عليه من أهمية للجميع ... والآن أترككم مع المقال العلمي والمفيد. تقول الدكتورة ليلى ... كان باب غرفة عيادتي مفتوحاً عندما انسلت منه طفلة صغيرة بعمر 4 سنوات, فوقفت على عتبة الغرفة مع ابتسامة واثقة ترتسم على محياها الجميل, وقد رُبط شعرها إلى الخلف بطريقة ذيل الحصان.. أحببت ابتسامتها وثقتها بنفسها فطلبتُ منها أن تقترب مني, وأوشكتْ أن تطيعني لولا صوت أبيها يناديها من خارج العيادة: تعال أحمد.. ندخل على الدكتور! انزعجت كثيراً من هذا الأب, ليس لأنه كان سبباً في عدم اقتراب أحمد الصغير مني, لكن لأنه أحد أولئك الآباء والأمهات الذين لا يدرون عاقبة ما يفعلون, عندما يجعلون مظهر الصبي مشابهاً للبنت أو مظهر البنت مشابهاً للصبي, فهم يضحكون الآن من تميزه عن باقي الصبيان أو تميزها عن بقية البنات, لكنهم لا يدركون كيف ينعكس هذا التميز سوءاً في المستقبل على نفسية الصبي أو البنت. أبسط قواعد التربية هي التنميط الجنسي أي أن تعطي الولد والبنت هويته الجنسية بمجرد بلوغه الثالثة من العمر, فهذا التنميط الجنسي هو أساس لتنميطه الاجتماعي في المستقبل كي يؤدي دوره كرجل أو تؤدي دورها كامرأة, فيكون الرجل زوجاً وأباً, وتكون المرأة زوجة وأماً, دون أن يعني ذلك المبالغة في تعزيز جنس على حساب جنس, واعتبار جنس الذكر مفضلا على جنس الأنثى, لكن المقصود أن يعدّ كلا منهما كي يلعب دوره المستقبلي في بناء الأسرة التي هي نواة المجتمع الأولى. وعلينا أن ندرك المراحل التي يحصل فيها استرجال الفتاة وخنوثة الفتى منذ بواكيرهما, كي يتم تلافي ذلك. فالسبب الأول كما ذكرت هو عدم التأكيد على الهوية الجنسية, والسبب الآخر لتشكل هذا الانحراف هو التحرش الجنسي في الطفولة, إضافة إلى السبب الآخر الفيزيولوجي الذي يؤدي إلى جسم خنثى ظاهرياً أو ظاهرياً وصبغياً. الهوية الجنسية فهي تعتمد على الجنس البيولوجي لكنها أيضاً تعتمد على طريقة التنشئة التي يخضع لها الطفل, من حيث الألعاب والنشاطات التي يقوم بها وكذلك من خلال اللباس وطريقة تصفيف الشعر, لذا فإنه من الصحي تماماً أن تعطى للبنات ألعاب مختلفة عن ألعاب الذكور, وكذلك يمنع وضع "البكلات" في شعر الذكر حتى لو كان يرغب بذلك, ويتم التأكيد على الهوية الأنثوية للطفلة مثلا بحثها على اللعب بالدمى والعرائس وكذلك بارتداء اللباس الأنثوي المشابه تقريباً لملابس الأم, بينما يكون الأب هو القدوة أمام الطفل الذكر, بحيث لا يغيب عن أعين الأبوين الاهتمام بأن تتطابق الهوية الجنسية مع الجنس البيولوجي منذ الطفولة المشكلة قد تظهر أكثر في المراهقة حيث إنه في هذه المرحلة تختلط الهرمونات الذكورية والأنثوية, فكثيراً ما نسمع أن صوت الصبي في البداية بدأ يتغير ليصبح شبيهاً بصوت والدته, ويختلف شكل جسده فيميل إلى السمنة بسبب هرمونات الغدة الكظرية التي تحوي الإستروجين والتستوسترون, ولذلك قد يجد المراهق نفسه في هذه الفترة مدفوعاً إلى تجربة اللباس الأنثوي حتى دون أن يراه أحد, وكذلك تميل الفتاة إلى أن تجرب ملابس أخيها أو أبيها, وإذا كان هذا عابراً ولم يتكرر فإنه يعتبر أمراً طبيعياً وليس له تفسير أكثر من حب الفضول, أما المقلق فهو أن تبدأ الفتاة بتقمص شخصية ذكورية, فترتدي ملابس الرجال وتقص شعرها كالذكر وتخفي كل معالم أنوثتها بلبس مشد ضاغط على منطقة الصدر, وتغير صوتها ليصبح ذا نبرة خشنة, وقد تستخدم شفرة لتبرز شعر الشارب أو اللحية, ثم تتخذ اسماً مذكراً تطلب أن يناديها الجميع به, خصوصاً بين زميلاتها في المدرسة أو الجامعة؛ ونرى ذلك في كل الوطن العربي لكن بنسب تختلف من مجتمع لآخر؛ وكثيرا ما يعود السبب إلى تميز الذكر عن الأنثى بالحقوق سواء في الأسرة أو في المجتمع, وأما الجنس الثالث أو المخنث فينتج عن رغبة المراهق بأن يكون ناعماً كالأنثى فيرقّق صوته ويبدأ بإضفاء مظاهر أنثوية على وجهه كنزع الشعر وكذلك تقليد الحركات الأنثوية في الخطوات والإيماءات. الحل يكون بإعطاء الفتى والفتاة حقوقهما بالتساوي, وحسب فطرة كل منهما, ويجب الانتباه لأي تغيرات تطرأ على تصرفات الفتى أو الفتاة ومنعها من التفاقم, لأنها قد تبدأ بالمظاهر الخارجية فقط, ثم تنقلب إلى رغبات عاطفية وأكثر من ذلك قد تتظاهر برغبات جنسية, فتتحرش الفتاة المسترجلة بالفتيات أو تطلب من فتاة معينة أن تكون صديقتها الحميمة, وقد تؤدي اللقاءات المتكررة إلى الشذوذ, خصوصاً مع دور بعض الفضائيات في تمرير رسالة بأن العلاقات الشاذة هي من الأمور المقبولة والدالة على التحرر والتقدم. كوقاية من كل مشكلة تربوية يأتي دور إعلاء الفطرة الخيرة وإلغاء الفطرة الشريرة, فالحياء مطلوب في الجنسين, لكنه في الأنثى أجمل وأكمل, وفي نفس الوقت يجب أن تعوّد الفتاة على أن الحياء المحمود هو غير الخجل المذموم, فالفتاة الواثقة من نفسها لا يمكن أن تسمح لفتاة شاذة بالتمادي معها, وهذه الثقة تكتسب منذ الطفولة وتعزّز في مرحلة تالية بإشراك المراهق أو المراهقة في كل ما يخص العائلة, كي لا يدخل أحدهما في حالات المراهقة الانسحابية الانعزالية التي تجعل من شعوره – أو شعورها- بالوحدة سبيلاً للوقوع في فخ صديق شاذ أو شباك إحدى البويات, والأهم من ذلك تعويد الطفل أن يقول كلمة (لا) عندما يطلب منه أمر لا يفهمه, فهذا هو الباب الأوسع للتحرش والمؤدي للشذوذ مستقبلا. قد لا يمكن أن يتخيل الإنسان مدى أهمية وجود الحب في حياة الطفل أو الطفلة, فالطفل المحروم من حنان الأم هو طفل فاقد الثقة بمن حوله, لكن فقد الحنان الأبوي بالنسبة للطفل الذكر يجعله فريسة لعلاقة شاذة, وكذلك فقد الحنان الأمومي لدى الطفلة الأنثى يجعل منها صيدا سهلا لأي امرأة شاذة تعرف من أين تؤكل الكتف فتزيّن للفتاة الارتباط بها على أنها أم بديلة, ثم تكون الهاوية. للأسف فإن ظاهرة الشذوذ تتسع في وطننا العربي, وتجد دعماً من بعض جمعيات حقوق الإنسان في الغرب, وكأن العربي وصل إلى حقوقه كاملة ولم يبق له إلا حق الممارسة الجنسية مع من يشاء, ولذلك يجب أن نعلي شأن منظومة الحقوق حسب الشريعة الإسلامية, والتي تجعل تمتع الفرد بحقوقه أمراً بديهياً شرط ألا يضر ذلك بمصلحة الجماعة, ومن هنا حرّمت الشريعة اللقاءات الجنسية بين الجنسين خارج إطار الزواج, وحُرّم الشذوذ لأنه يضرب تكوين الأسرة في الصميم. هناك بعض الامور التي يجب مراعاتها والعمل بها منها.. الجانب النفسي إن لهذا الجانب أهمية قصوى وخطيرة في ذات الوقت، وذلك لكون هذا الجانب هو السلوك المختزل في النفس الإنسانية ولا نشعر به إلا بانعكاسات على بعض التصرفات وربما بعد فترة طويلة من سيطرة هذا الجانب على سلوكيات الشخص (فيصبح الطبع الذي غلب التطبع).. إذاً تكمن خطورة الوضع النفسي بكونه جانب خفي وإذا بعد الوالدان نفسيا عن أطفالهما حينها سيصبح من الصعب تلافي مسوغات التأثير النفسي السلبي على الأبناء، فكثير من الانعكاسات النفسية جراء تفاعل معين، وللأسف قد يقوم الوالدان بحضرة طفلهما أو طفلتهما ببعض الممارسات أو الإيماءات الجنسية ويعد هذا من أخطر المسوغات النفسية التي يفعلها الوالدان بحضرة أولادهما فيثير هذا فضول الأبناء وقد يعتبروا هذه الممارسة لا أشكال فيها ومن أمور الحياة الاعتيادية فيما لو طلب منه شخص خارج أسوار البيت القيام بهذا الفعل فلا يتردد وهذا الأمر كذلك ينطبق على الفتاة. بالطبع هذا المثال للتوضيح فقط وهناك العديد من الأمور المشابهة التي لا يتسع المجال لذكرها. أذا فإن قرب الوالدان لأبناءهما وغرس الجانب النفسي لهو ضرورة قصوى حيث متى ما وجد هذا الجانب غدت الجوانب الأخرى سهلة التلافي والحل. الجانب الاجتماعي إن علاقة أولادنا خارج البيت يجب أن تكون تحت ناظرنا ولا ضير أن يتم تركيز التوجيه والإرشاد يوميا لهما مع تغيير أسلوب التوجيه والإرشاد حتى لا يشعروا بالوصاية المقيتة بل يلعب الأسلوب دور هام في بناء شخصيتهما خارج البيت فيصبح من الصعب أن تنطوي عليهما أي من أساليب الاحتيال والاستدراج في وحل اللواط أو السحاق حيث لامناص من وجودهما بالمجتمع بصورة تكاد تصل لمستوى الاستفحال. ومنها أيضا أن يتم مراقبة الأبناء لمعرفة نوعية الرفقة سواء في المدرسة أو الحي ولا يمنع ذلك البحث عن أخلاقيتهم وسلوكياتهم أو ذلك ليطمئن قلب الوالدين على أولادهما. الجانب العاطفي أن العلاقة الوجدانية بين الوالدين وأبنائهما يجب أن تتصف بالعاطفة الجياشة تجاههما وأن يكون قلب الأم ذلك القلب النابض بالحنان والعطف بصورة الموازنة وبأن لا تصل إلى مستوى التدليل المفرط والسلوك المائع، أما الأب فأن تأثير شخصيته من حيث كونها كارزمية (جذابة) لأبنائه لها أثرها الايجابي على صقل شخصية الأولاد والذي من شأنه أن يجعل من الصعوبة التلاعب بمشاعر الأولاد خارج البيت. الجانب الثقافي بطبيعة الحال إن جهل الأبناء بسلوكيات المجتمع الخارجي قد يجعل في نظرهم ما هو خطاء صواباً حيث لم يتم اطلاعهم بأن هذا الفعل غير سوي أو ذلك الفعل شنيع والأمر الآخر خطير وهكذا،،، فيتحتم على الوالدين تثقيف أولادهم وبأسلوب التدرج وخاصة بما يتعلق بالثقافة الجنسية والتي للأسف يعتبرها البعض خط احمر ممنوع منعا باتا مجرد الإشارة إليه. الجانب الديني تلعب البيئة الدينية دور رئيس في عملية تسيير تصرفات الأبناء صوب الأمور الحسنة والايجابية والردع والتخويف من الأمور السيئة والسلبية، وان العبادات وممارستها في محيط الأسرة تجعل أفرادها مخيرين ولكن في ظل دستور تشريعي يكفل بتهذيب النفس وتحكيم العقل على الهوى، فيظل كل فرد منها في حماية هذا الدستور السماوي، فالدين عامل مهم يردع النفس من الانجراف في منحى السقوط في آفة التفسخ الخلقي. الجانب الأعلامي يكاد لا يخلو بيت من وجود تلك الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت وغيره وقد أصبحت روافد للمواد الساقطة ومن المثير في هذا الجانب أنك تجد ليس في المواقع أو القنوات الأجنبية والغربية بل تجد الشر منبعه هنا من مواقع عربية وتعد نفسها مناطق أسلامية ،، وكذلك دس السم في العسل من خلال قنوات الأطفال والتي لا تتوانى من وضع شخصيات البطولة لفتاة وهي بلباسها العاري وكذلك التقبيل بإلاضافة للحوارات الفاحشة والمتعمد وضعها وهذه من مسلمات دراما الأطفال والمستوردة من الخارج ولتوجيه رسالة عبر هذه المشاهد الجاذبة لهم. من هذا المنطلق لزم علينا حماية أبنائنا بالتفعيل الجدي لكافة الجوانب التي أشرنا إليها أعلاه وجعلها كلها بمستوى واحد من الأهمية وعدم إغفال آي جانب على حساب الآخر على اعتبار أن الجوانب الستة مثل خرز السبحة لو أنحلت واحدة سيلحقها البقية. فلنبدأ من الساعة في التقرب إلى فلذات أكبادنا ومدراتهم من الناحية النفسية وغرز الشخصية القوية فيهم من خلال التنشئة الدينية السليمة والتربية الصحيحة، وليس فقط النظر للتربية من خلال توفير المأكل والمشرب والمسكن والماديات الأخرى لأن هذا الحوب الخطير يقع فيه أغلب الأباء فيتصورون التربية هي فقط توفير تلك الماديات،، فلا تبريرات واهية ولا حجج وأعذار غير مبررة لأنه "إذا فات الفوت لم ولن ينفع بعدها الكتابة أو الصوت". وبهذا فأن على الوالدين تقع مسؤولية حماية الأبناء،،، فلنتمعن ونحن نربيهم لتلك الجوانب لنستطيع وبتوفيق من البارئ جل شأنه أن نحمي فلذات أكبادنا من السقوط في هذه الهاوية الخطيرة و تجنيبهم بأن يقعوا فريسة لتلك الذئاب التي تتحين الفرصة للانقضاض عليهم وافتراسهم. | |
|