أجرى أحمد حسن لاعب وسط فريق الكرة بالنادى الأهلى حواراً مطولاً مع جريدة "الهداف" الجزائرية، كشف فيه عن العديد من النقاط التى أكد خلالها أنه لم يسئ للجزائريين، ودلل على ذلك بأنه خرج للدفاع عن الجزائريين فى اللقاء الأول، عندما كانت هناك اتهامات لهم بأنهم وراء واقعة التسمم التى تعرض لها الفريق المصرى، ولكنه كشف عن صعوبة الأجواء التى كانت فيها المباراة بين المنتخبين فى أم درمان، مؤكدا أن العمل والاجتهاد وراء استمراره فى الملاعب.
*فى البداية نريد أن نعرف سرّ ثبات مستواك ولياقتك رغم تقدّمك فى السن وبلوغك 35 عاما؟
لا يوجد سرّ سوى العمل والاجتهاد والمثابرة، وبالخصوص الطموح الذى لا سقف له عندى، والذى يجعلنى دائما أتطلع للمزيد وكأنى لاعب صغير فى بداية مشواره.
*بعد كل الألقاب التى حصدتها طيلة هذا المشوار الطويل، ألم تصل لدرجة التشبّع، والتشبع هى سمة عند بعض لاعبينا الذين لا يفقدون طموحهم بعد وصولهم لسنّ معين؟
هى ليست مشكلة اللاعبين الجزائريين فقط بل مشكلة كلّ اللاعبين العرب، الأمر عندى يختلف، أنا لدى عقلية لاعب محترف، الكرة عندى مهنة ليست لها سقف ولا حدود، وسأواصل العمل بها مادمت أملك القوة واللياقة، لأن كرة القدم لا يتحكم فيها السنّ وإنما "الفورمة"، وخير دليل على ذلك أننى لما رحت إلى أنجولا، وأنا فى سنّ 34 أُخترت كأفضل لاعب فى البطولة بعد أن توّجت مع المنتخب باللقب الأفريقى بمساهمة كبيرة منى.
*لا تفكر فى الاعتزال مثلما فعل بركات؟
الاعتزال آتٍ لا مفرّ منه، لكن ما دمت أؤدّى بشكل جيّد فنيا وبدنيا سأواصل العمل واللعب سواء مع النادى الأهلى أو مع المنتخب.
*أربع مرّات بطل أفريقيا مع المنتخب، بطل أفريقيا أيضا مع النادى الأهلى، سجّل زاخر وطويل وعريض بالألقاب المحلية والقارية، لكن تبقى تنقصه المشاركة فى نهائيات كأس العالم، والحلم ضاع مع مباراة أم درمان، هل تجاوز أحمد حسن صدمة تضييع آخر فرصة له للمشاركة فى "المونديال"؟
لا أحبذ استعمال كلمة صدمة، أكيد أننا تمنينا بقوة الصعود لنهائيات كأس العالم، لكن خروجنا لم يكن نهاية المطاف. الحياة لم تنته بعد مباراة أم درمان، بدليل أننا بعد أشهر توّجهنا إلى أنجولا، لعبنا وتوّجنا ببطولة أفريقيا، وكان إنجازا فريدا من نوعه كوننا أول منتخب يتوّج باللقب ثلاث مرّات متتالية، يعنى لم تكن هناك صدمة بالنسبة لنا. لا أنفى كما قلت إننا تمنينا الصعود لنهائيات كأس العالم، لكن كما يقول المثل "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه".
*من بين كلّ لاعبى الأهلى فيه لوم كبير عليك من الجمهور الجزائرى من خلال موقفك فى الأزمة الأخيرة، ففى الوقت الذى التزم فيه أغلب زملائك عدم القيام بتصريحات بعد مباراة السودان، فضّلت أنت الحديث وعرّجت على عديد البرامج وقلت كلاما لم يعجب أحداً هنا، خاصة فيما يتعلق بتصورك لأحداث مباراة أم درمان، ماذا يمكن أن تقول؟
هذا طبيعى، لا تنس أنى كابتن منتخب مصر، المشكلة ليس فى الكلام، لكن إذا كنت أسأت أم لم أسئ، وأنا لم أسئ، قلت الحقيقة.
كانت فيه أجواء صعبة وأجواء مشحونة والمسئول فى ذلك الإعلام فى البلدين الذى أخرج المباراة من نطاقها الرياضى، أنا لا أريد العودة والحديث عن الذى جرى لقد بات من الماضى.
*من الصعب ذلك، الجزائريون لا يريدون نسيان الإساءة التى طالتهم من رموز الإعلام والفنّ فى مصر بعد مباراة السودان؟
أنا لست مسئولا عمّا يقوله الناس، كل واحد يعبّر عن وجهة نظره كما يشاء. عن نفسى أقول إنى لم أتردّد لحظة بعد مباراة الذهاب فى الجزائر يوم خسرنا أمام منتخبكم ثلاثة واحد بنفى كل ما تردّد بخصوص تعرّض بعثة المنتخب للمشاكل وحادثة التسمّم، كنت أول واحد طلع ونفى ذلك بشدّة، وقلت لوسائل الإعلام المصرية إننا لم نواجه أى مشكلة، كلنا أكلنا من الأكل نفسه ولم يحدث تسمّّم للاعبين. لكن بالنسبة لمباراة السودان قلت فعلا إن الأجواء كانت صعبة، المهمّ أنا لا أريد العودة للماضى. بالنسبة لى كلاعب ذهبت لأنجولا مع المنتخب وكسبنا الجزائر فى الدور قبل النهائى، والموضوع انتهى بالنسبة لى. كان هناك بعض التهويل، وهذا ما نرفضه. وأمنيتى أتمنى أن تكون العلاقة بين الشعوب العربية وليس بين مصر والجزائر فقط، بل مع المغرب وليبيا وغيرها علاقات أخوّة وصداقة.
*كيف وجدت الاستقبال والإقامة وسط كل هذه التعزيزات الأمنية الشديدة المفروضة عليكم؟
كنا سعداء جدا للاستقبال الرائع الذى حظينا به فى مطار الجزائر، وهو نفس الاستقبال الذى حظيت به الشبيبة فى القاهرة قبل مباراة الإسماعيلى، وأتمنى أن تزول الخلافات لأننا نعتبر بلدين عربيين، وإن شاء الله العلاقات تكون طيبة بين كل الدول العربية. أما بالنسبة للأجواء والأمن، الأمر عادٍ، فقد حضرت نفسى لهذه الأجواء. وعلى كل حال نحن لم نأت إلى الجزائر فى فسحة، بل جئنا لنلعب مباراة كرة القدم، ومهما حدث أنا واثق من أننا فى دولة عربية وهناك تقدير للشعب المصرى واللاعب المصرى. صحيح وقعت خلافات، والخلافات موجودة دائما فى كلّ مجال، والمهم أن نكون قد استخلصنا الدروس من الذى حدث، وفى الأخير يجب أن يكون الحب والاحترام المتبادل ميزة العلاقات بيننا.
* حتما مشوار المنتخب الجزائرى فى "المونديال"، بصراحة ألم تقل فى لحظة من اللحظات بأن منتخب مصر هو الأجدر، وبأنه كان سيحقق مشوارا أفضل من الذى حققه المنتخب الجزائرى؟
هى الظروف تختلف، "جايز" أننا كنا سنحقق مشوارا أفضل لو كنا نحن صعدنا لكأس العالم، وكان ممكن أيضا أن يحدث العكس.. "إحنا" فى الأخير ما رحناش وما ينفعش أن أقول إننا كنا سنؤدّى هناك بشكل جيّد أو سيّء.
*عندما أوقعت القرعة النادى الأهلى مع الشبيبة، ألم تقل فى نفسك كان من الأفضل لو تفادينا مواجهة أى نادٍ جزائرى حتى لا أعود للجزائر؟
هى كرة القدم لعبة نظيفة، من المفترض رياضة تجمع الشعوب ليس أن تفرّقها، من جهتى لم أنزعج تماما من الأمر ورأيت الأمر بشكل عادٍ.
*شاهدت مبارتى الشبيبة أمام الإسماعيلى وهارتلاند، ما هى أهمّ الملاحظات التى استنتجتها؟
بغض النظر عن كون الشبيبة فريقا محترما وفيها "لاعبين كويسين"، أتمنى أن تكون المباراة فى مستوى قيمة وسمعة الفريقين.
*هل تعلم أن الشبيبة لا تملك أى لاعب دولى فى المنتخب الأول عكس ما هو الحال مع الأهلى؟
"عارف" ذلك طبعا، لكن هذا ليس مقياسا. فى كأس أمم أنجولا الأخيرة منتخب مصر لم يكن يضمّ سوى لاعب محترف واحد أو اثنين، فيما كانت المنتخبات الأفريقية تضمّ أقوى اللاعبين المحترفين فى أوروبا، ومع ذلك تغلبنا عليها كلها وتوّجنا باللقب.
*الأرضية تشكلّ عائقا بالنسبة لكم؟
صحيح أننا لسنا متعوّدين على اللعب فى ميادين "ترتان"، لكن ما باليد حيلة وعلينا التأقلم مع الأمر.
*رسالتك فى الأخير لجمهور الشبيبة؟
رسالتى ليست للجزائريين فقط بل للمغربين والتوانسة والليبيين وكل العرب: كرة القدم رياضة تجمع الشعوب، ولا يجب أن تكون وسيلة للتفرقة بيننا، فى الأول والأخير هناك فائز ومهزوم، نحى الفائز ونقول حظ موفق للخاسر. كرة القدم متعة وليست عنفا ولا شحن، ودور الإعلام هو "اللى يهدى الأمور". وفى الأخير نحن أخوة وعرب.