عم أحمد أو أحمد عبد القادر، عمره 55 عاما قضى منها عشرين عاما يقوم بمهمة المسحراتى خلال رمضان.
صوته الهادئ الواضح وقدرته على التنغيم بعبارات «اصحى يانايم.. وحّد الرزاق.. رمضان كريم..»، وغيرها جعلت منه شخصا معروفا ومقبولا بمنطقة فايدة كامل بالمعادى.
عم أحمد من سكان نفس المنطقة وظيفته بقية أيام العام عامل نظافة مقابل جنيهات قليلة لم تغنه عن صعوبة أيام قاسية وليال صعبة يعيشها هو وأسرته المكونة من خمسة أفراد، وزادت من صعوبتها وقسوتها بتر ساقيه وملازمته كرسيا متحركا.
فكرة العمل كمسحراتى بدأت عندما سمعته طبيبته المعالجة فى التأمين الصحى وهو يغنى لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم، متحديا الإصابة والظروف القاسية.. وعندما لفتت الطبيبة نظره لجمال وقوة صوته وكان رمضان على الأبواب قفزت فكرة العمل كمسحراتى إلى ذهنه.. وكله بثوابه.
عم أحمد يقول: «بعض الأطفال يطلبون من أسرهم إعطائى نقودا لكى أذكر أسماءهم مع جملة «اصحى يا نايم» وهو ما يدخل عليهم السعادة والبهجة فأطفالهم ينتظرون قدوم الليل ليرونى ويسمعوا صوتى وإيقاع طبلتى الشهيرة ويرددوا ورائى العبارات بفرحة شديدة».
يصف عم أحمد خط سيره قائلا: «طريقى معروف من أول باب منزلى إلى شوارع المعادى، شارع دجلة، واللاسلكى، وبعض من الشوارع، والشرطة عرفانى وعارفة أخويا اللى بيزق الكرسى بيا، والشهر ده خير على أسرتى، الفلوس اللى بتجيلى من ولاد الحلال بتخلى ولادى يعرفوا يعيدوا زى بقية الناس، لأن مرتبى من هيئة النظافة 250 جنيه ما بيأكلش عيش حاف».
عم أحمد لا يشعر بحرج من الناس وهو يسير من خلال كرسيه المتحرك، بل على العكس فالكرسى مزين بكثير من الفوانيس التى تضىء له طريقه ويقول: «الرزق من عند الله وأنا مابشحتش من العبد لكن باشحت من الله».
عم أحمد يتأسف على تراجع مهمة المسحراتى فى السنوات الأخيرة بعد انتشار الوسائل الحديثة التى تساعد الإنسان على الاستيقاظ مثل المنبه والموبايل.. كما أصبح الناس يسهرون أمام التليفزيون حتى الفجر.. وهو ما يهدد المهنة بالانقراض.
ورغم ذلك، ورغم ما يقوله عم أحمد فمازالت المهنة موجودة كفلكلور وبركة لدى البعض.. ومن الطرائف التى يرويها عم أحمد.. هو أنه عندما نزل شارع دجلة لأول مرة تهجم عليه رجل وقال له: هذه منطقتى. فالتف حوله أهل المنطقة ومنعوا الرجل عنه واستمر يقوم بمهمة المسحراتى بشارع دجلة حتى الآن.