أعلم أنك ما زلتِ معى
موجودة فى حياتى ...بجوارى
تشاركينى دنيتى .... تتوغلين فى أعماقى
تعرفين أدق تفاصيلى ...تفهمينى
تقرئينى من تعابير وجهى
تميزينى من وقع أقدامى
تعرفين حالتى من نبرة صوتى
.
.
.
.
.
أعلم أنك مازلتِ معى
وأنى ما زلتُ أول إهتماماتك
تحرصين على أبسط أشيائى
تحتفظين بأصغر أوراقى
لديكِ جميع أسرارى
تخافين علىَّ أكثر مما تخافين على حياتك
تهيئين لى أسباب السعادة
تدللينى كما أرغب وزيادة
تنتظرينى عودتى إذا خرجت
تقلقين علىَّ إذا تأخرت
تنادينى بإسمى المفضل
تراعينى دائما.......
منذ صغرى أعيش معك
لم أجد مع غيرك حياة أجمل
.
.
.
.
أعلم أنك ما زلتِ معى
لكنى أراك الآن مختلفة
تغيرتِ ..تبدلتْ عاداتك
خبتْ جذوة نشاطك
إنزوى بريق عينيك اللامعة
تراكمتْ عليكِ سنوات العمر
وهن منكِ العظم
غرس فيك المرض أنيابه...حتى أوشك على إفتراسك
ناء قلبك بصدمات الحزن المتتابعة
بعد ما فقدت أعز ناسك
كأنك زهدت الحياة وعقدت العزم على الرحيل
كأنك علمت أن الأوان قد آن
وأنك منذ زمن تنتمى إلى غير هذا المكان
كأنك تمهدين إلى فراق لم أتوقعه
مازلت أراه شيئاً مستحيل
لا ترحلى الآن ...غاليتى رجاء
فقدت قبلك أشياء
سقطت من ذاكرتى أسماء
أخذ منى الموت أعزاء
وإستمرت حياتى ....بك ومعك
تجاوزنا سوياً بحار الحزن بكبرياء
فى إستطاعتى أن أتخيل حياتى بلا أشخاص ولا أشياء
فى إستطاعتى أن أتخيل الحياة بدونى ..فأنا لست من العظماء
لكنى لا أتخيل الحياة بدونك ...أنتِ يا نبع العطاء
لا ترحلى الآن ....غاليتى... رجاء.
.
.
.
.
.
ما زلتُ فى منتصف الطريق
لا تتركينى فى بحر الحياة غريق
إبقِى معى ...لم أنل كفايتى حبا.
لم آخذ حقى حناناً
إبقى معى ...أما وأختا وصديق
إبقى معى ...من الصعب أن تكونى ماضى
أن تصبحى مجرد ذكريات أتناقلها
وحكايات أسردها
لن أستطيع أن أتحدث عنك وأقول كانت
هذة كلمة ....بكِ لا تليق
لا ترحلى الآن ...غاليتى ....رجاء
.
.
.
أرجاء البيت ..إشتاقت خطواتك
أذنى ..إشتاقت كلماتك
قرآن الفجر ..يبحث عنك بإستجداء
أرأيتى كيف غاليتى ؟؟ تريدك كل الأشياء
وترفض فى كل إباء ...رحيلك عن دنيا الأحياء
لكنى أجدك راضية ....واثقة تنتظر قضاء
أعددتِ العدة لرحيلك ... أعددتِ للموت رداء
وصار لقاء الأحباب ...حديثك فى كل دعاء
وإشتقتِ لقاء الرحمن ... ما عاد يثنيكِ رجاء
ولم تهتمِ بأحزانٍ ....ولا بدموع الأبناء
لأننا من غيرك لاشىء ...وجمعنا يصبح أشلاء
لا ترحلى الآن ....غاليتى.... رجاء
.
.
.
.