اللغة العربية الثاني الاعدادي سكند ترم 2010
بتاريخ : 02-09-2010 الساعة : 08:51 AM
اللغة العربية الثاني الاعدادي سكند ترم 2010
الترم الثاني 2009 -2010م الكنز .... قبل أن يضيع
إن للوقت مفاهيم متعددة ومتباينة، تداولتها الأجيال المتعاقبة عبر السنين والعصور، واختلف فى تفسيرها العقول بحسب أهداف كل جيل ومشاربه، ولكن اتفق الجميع على أهميته وعلى أنه الكنز الذى إذا قدره الإنسان، وعرف كيف يستخدمه، استطاع أن يملك كل شيء.
وفيما يلى عرض لبعض الأقوال التى قيلت عن هذا الكنز:
- "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" (قول عربى مأثور).
- "الحكمة أن تضيف حياة إلى سنواتك بدل أن تضيف سنوات إلى حياتك" (زكى نجيب محمود).
- "إذا ضيعت الوقت وأنت شاب ضيعك الوقت وأنت كهل" (شكسبير).
ونسوق إليك هذه القصة، علها تبين لك قيمة الوقت:
قام أستاذ جامعى، فى قسم إدارة الأعمال بإلقاء محاضرة عن أهمية تنظيم الوقت وإدارته، حيث عرض مثالا حيا أمام الطلبة لتصل الفكرة لهم .. كان المثال عبارة عن اختبار قصير، فقد وضع الأستاذ دلوا على مائدة ثم أحضر عددا من الصخور الكبيرة، وقام بوضعها فى الدلو بعناية، واحدة تلو الأخرى، وعندما امتلأ الدلو سأل الطلاب: "هل هذا الدلو ممتلئ"؟
قال بعض الطلاب "نعم".
فقال لهم: "هل أنتم متأكدون؟" ثم سحب كيسا مليئا بالحصيات الصغيرة من تحت المائدة، وقام بوضع هذه الحصيات فى الدلو، حتى امتلأت الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة.
ثم سأل مرة أخرى: "هل هذا الدلو ممتلئ"؟
فأجاب أحدهم: "ربما لا"
استحسن الأستاذ إجابة الطالب، وقام بإخراج كيس من الرمل، ثم سكبه فى الدلو حتى امتلأت جميع الفراغات الموجودة بين الصخور ..... وسأل مرة أخرى: "هل امتلأ الدلو الأن"؟
فكانت إجابة جميع الطلاب بالنفى. بعد ذلك أحضر الأستاذ إناء مليئا بالماء وسكبه فى الدلو حتى امتلأ. وسألهم "ما الفكرة من هذه التجربة من وجهة نظركم"؟
أجاب أحد الطلبة بحماس: "إنه مهما كان جدوا المرء مليئا بالأعمال، فإنه يستطيع عمل المزيد والمزيد بالجد والاجتهاد".
أجابه الأستاذ: "صدقت ... ولكن ليس ذلك هو السبب الرئيسى .... فهذا المثال يعلمنا أنه لو لم نضع الصخور الكبيرة أولا، ما كان بإمكاننا وضعها أبدا.
... ثم قال: "قد يتساءل البعض: وما الصخور الكبيرة؟ فأقول له إنها هدفك فى هذه الحياة، أو مشروع تريد تحقيقه كتعليمك وطموحك، أو إسعاد من تحب، أو أى شيء يمثل أهمية كبرى فى حياتك.
تذكروا دائما أن تضعوا الصخور الكبيرة أولا ... وإلا فن يمكنكم وضعها أبدا ..."
والآن عزيزى التلميذ / عزيزتى التلميذة ... ما الصخور الكبيرة فى حياتك (أهدافك الكبرى)؟
عليك من الآن، دون تأخير أو إبطاء أن تقوم بوضعها فى الإناء (حياتك) من فورك.
الخلق .... كنز لا يفنى
".... الخلق هو شعور المرء بأنه مسئول أمام ضميره عما يجب أن يفعل، لذلك لا أسمى الكريم كريما حتى تستوى عنده صدقة السر وصدقة العلانية، ولا الرحيم رحيما حتى يبكى قلبه قبل أن تبكى عيناه، ولا العادل عادلا حتى يقضى على نفسه قضاءه على غيره، ولا الصادق صادقا حتى يصدق فى أفعاله صدقه فى أقواله.
لا ينفع المرء أن يكون زاجره عن الشر خوفه من عذاب النار، أو خوفه من القانون، وإنما ينفعه أن يكون ضميره قائده الذى يهتدى به، ومناره الذى يستنير بنوره فى طريق حياته.
الخلق هو الدمعة التى تترقرق فى عيون الرحيم كلما وقعت عينه على منظر من مناظر البؤس.
الخلق .... هو الصرخة التى يصرخها الشجاع فى وجه من يجترئ على إهانة وطنه، أو العبث بكرامة قومه، وجملة القول: الخلق هو أداء الواجب لذاته، بقطع النظر عما بترتب عليه من النتائج، فمن أراد أن يعلم الناس مكارم الأخلاق فليحى ضمائرهم، وليثبت فى نفوسهم الشعور بالرغبة فى الفضيلة والنفور من الرذيلة ..."
.. نعمة العقل ....
كان الأسد الصغير فى العرين منتظرا عودة أبيه، حين دخل عليه حارسه القرد صارخا لقد اصطاد ابن أدم أباك الملك".
زمجر الأسد غاضبا وقال: "سأثأر لأبى وأبطش بابن أدم هذا، لقد صدق ظن أبى حينما حذرنى مرارا وتكرارا".
سار الأسد على الطريق حتى رأى حصانا جامحا قادما يجرى، فسأله: "ما بك؟"
قال الحصان: "يقولون إن ابن أدم قادم من هذا الطريق".
تعجب الأسد وقال: "كيف تخاف ابن أدم، ولك أرجل قوية يمكنها أن تطيح به؟"، فأجاب الحصان: إنك لا تعرفه يا سيدى. لقد خدع أبى، وكان أحكمنا وأكثرنا فطنة، نحن معشر الجياد، فقد قابل أبى وهو يأكل، فقال له: لماذا تتعب رقبتك الجميلة؟، واقترح عليه أن يطعمه البرسيم فى فمه وهو معتدل، ووعده أن يقوم بهذا كل يوم ... ولكنه فى اليوم التالى اعتذر لأبى بأنه متعب، ولن يستطيع إطعامه، ثم اقترح عليه أن يقوم أبى بحمله على ظهره وهو يطعمه فوافق أبى، فما أن جلس أبن ادم على ظهر أبى حتى ظل يحمله بقية عمره فأرجوك يا أميرنا إن قابلت ابن ادم أن تخلصنا منه".؟
زمجر الأسد متوعدا: "يا ويله منى؟؟ سأثأر لنفسى، ولأبى، ولأبيك أيها الحصان".
مضى السد فى طريقه وهو يفكر، حتى رأى جملا قادما من بعيد.
انتفض الأسد الصغير، وكشر عن أنيابه معترضا الجمل قائلا: "لابد أنك ابن ادم، سوف أفتك بك".
فبادره الجمل قائلا: "لا يا مولاى، إننى جمل هارب من ابن أدم".
رد الأسد: "أنت أيضا مع طولك وضخامة جسمك؟
يا للعجب!!" قال الجمل: "يا مولاى إنه يمتلك سحرا أسمه العقل"، ثم مضى مسرعا: تملك الأسد غيظ رهيب، وما إن أفاق من ثورته وفتح عينيه، حتى وجد رجلا عجوزا يحمل كيسا على ظهره، ويسير ضعيفا فهجم عليه متوعدا، وقال فى غلظة: "هل أنت ابن أدم؟"
رد العجوز فى ضعف: "أنا إنسان ضعيف يا مولاى".
هدأت ثورة السد وقال: "إن شكلك يوحى فعلا بالضعف" .. فبادره العجوز: "عندك حق إن لابن أدم منظرا رهيبا وقوة شديدة".
بدت على السد علامات الخوف، وقال محولا زمام الحديث: "ولكن قل لى يا إنسان إلى أين أنت ذاهب؟"
رد العجوز:" إنى أبحث يا مولاى عن أخشاب فى الغابة، فصنعتى نجار، أصنع البيوت لتحمى الخلق من الأشرار".
فكر الأسد برهة، وقال:" إنها فكرة عظيمة، اصنع لى بيتا الآن".
ابتسم ابن أدم، وقال مستسلما: "سمعا وطاعة يا مولاى".
وبينما العجوز يصنع القفص، ابتسم الأسد قائلا لنفسه: "لك أن تخاف من ابن أدم، فأنت ضعيف جدا، كما أن وقت غذائى قد حان... لذلك سوف أفترسك بعد أن تصنع البيت".
ثبت العجوز جوانب القفص بقوة وأعد بابا متينا للقفص، ثم قال للأسد مشيرا إلى باب القفص: "لقد انتهيت يا مولاى من صنع البيت، فلتتفضل لنرى ما يناسبك مقاسه أم لا؟".
وما كاد الأسد يدخل القفص، حتى أحكم العجوز إغلاق الباب قائلا:
"والآن يا مولاى أعرفك بنفسى، أن ابن آدم!!".
راح الأسد يزار زئيرا شديدا، بينما نظر العجوز إلى السماء ورفع يديه، وقال: "لك الحمد يا ربى أن ميزتنى عن الحيوان بالعقل فنجوت".