فى لقائه عددا من الصحفيين مساء اليوم، كشف عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية وأبرز المرشحين لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، عن أنه لم يكن بينه وبين الرئيس السابق محمد حسنى مبارك تفاهم، بل تصادم، وهو ما دفع مبارك إلى إقصائه من منصبه كوزير للخارجية، وذلك لرفض عمرو موسى الالتفاف على دوره كوزير الخارجية، وعزز من إقبال مبارك على إقصاء موسى شعوره بتنامي شعبيته وتزايد حب الناس له.
وردًا على اتهامه بأنه من فلول النظام السابق قال موسى: تلك افتراءات، وأطلب من كل من يتهمنى بأنى من فلول النظام السابق أن يراجع ما قدمته لبلدى منذ أن كنت سفيرا وحتى الآن وأن يراجع مواقفى السياسية من هذا النظام.. ومعيار القياس هو ماذا قدمت لمصر على مدار تاريخى العمل منذ أن كنت سفيرًا وحتى أميناً عامًا لجامعة الدول.
وقال موسى، إنه فكر فى ترشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية منذ أن فرغ المنصب وأعلن الرئيس السابق تنحيه، وأن ما دفعه للترشح هو وفاء وحب لهذا البلد الذى كان من المفترض أن يكون فى مصاف كبار بلدان العالم، ليعيد تصحيح الأمور وإصلاح حال البلد والوصول بها وبشعبها إلى المكانة التى يستحقانها.
كما أكد موسى أنه يعتمد على أصوات وحب الناس وجموع الشعب، كما يعتمد على أصوات جزء كبير من التيارين الليبرالى والدينى، اللذين يعرفان من هو عمرو موسى.. وعلاقته بهم طيبة.. إضافة إلى أنه يحظى باتصالات قوية وثقة وحب كثير من قادة دول العالمين العربي والغربي، وهو ما سيكون له دور كبير فى مساعدة مصر فى المرحلة المقبلة من حيث جذب الاستثمارات من هذه الدول إلى بلدنا، وهذا يتفهمونه معى جيدًا، وأضاف: ما أقصد قوله إننى سأستفيد من علاقاتى الخارجية بهؤلاء القادة على دفع عجلة التنمية والاستثمار فى مصر بعد فوزى بالرئاسة، وهذا أمر فى غاية الأهمية بالنسبة لبلدنا فى المرحلة المقبلة.
وأكد موسى، أنه لن ينتظر فوزه بالرئاسة حتى يقوم باختيار وتعيين نائب له، لكن ينوى إعلان اسم النائب مسبقًا أثناء خوضه انتخابات الرئاسة، وهذا فيه نوع من الشفافية، وحق للشعب يجب أن يعرفه ويعلم به قبل أن يختار الرئيس المقبل.
وعن كونه معروفا بأنه ناصري، رد ضاحكًا: هو ناصرى دي شتيمة ولا إيه؟ أنا أؤمن بأن هناك زعيمين عظيمين فى مصر، هما مصطفى النحاس باشا، وجمال عبد الناصر، فالاثنان كانت لهما رؤية سياسية عربية ودولية عظيمة ومتشابهة إلى حد كبير، ولا أرى غضاضة فى أن يقال إنى مناصر لمصطفى النحاس أو جمال عبد الناصر.. ولكنى مع كل ذلك أعيش بفكر 2011.
كما يرى موسى فى تعدد وكثرة المرشحين لمنصب الرئاسة، ظاهرة صحية.. فالساحة متاحة أمام الجميع.. لكن الأهم مدى قدرة من يرشح نفسه على قيادة دفة السفينة إلى بر الأمان، وأن تكون لديه دراية ببواطن أمور البلاد الداخلية، والخارجية.. ولكن السؤال الذى أساله لنفسى ولك: هل سيستمر كل من أعلن ترشحه لمنصب الرئاسة فى خوض المعركة الانتخابية حتى نهايتها؟... أشك فى ذلك!!
وعن تقييمه لأداء المجلس العسكرى وحكومة شرف، قال إنه أداء لا بأس به فى هذه المرحلة الانتقالية، وهو ضد تمديد هذه المرحلة، لأن حكومة شرف حكومة تصريف أعمال وتفعل ما تستطيع، وليس مطلوبا منها أن تنفذ أشياء على المدى البعيد.. وكل ما يطالب به هو التركيز على الموضوع الأمنى لعودة الأمن والأمان كاملين للشارع.
وأضاف موسى أن حلم الوحدة العربية كاد يتم القضاء عليه بسبب تدهور العلاقات بين قادة الدول العربية.. لكن الظروف تغيرت وأصبحت الساحة العربية مهيأة لتحقيق هذا الحلم.. خصوصًا بعد الثورات التى اندلعت فى عدد من الدول العربية.
أضاف موسى أن رئيس وزراء تونس قال له عندما تقابلا فى قمة الدول الثمانى الكبرى الصناعية إن قيام الثورة المصرية، أنقذ شقيقتها التونسية من القضاء عليها، حيث كنا نخاف من أن تقوم دولة مثل ليبيا بمساندة نظام "بن على" وتجهضها.
أخيرًا.. قال موسى: تركت لنبيل العربي قوة بشرية دبلوماسية عظيمة بالجامعة العربية.. لم تكن موجودة عندما توليت هذا المنصب.. وهو ما يساعده ويسهل عليه كثيرا من الأمور، فى إدارة ملفات الجامعة.