- التانجو الأرجنتيني.. ينتظر التحديات
رغم فوز المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم بمبارياته الثلاث في الدور الأول لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا وتأهله بجدارة إلي الدور الثاني "دور الستة عشر" بالبطولة. سيكون علي الفريق مواجهة تحديات أكبر في الأدوار التالية للبطولة.
ربما حقق المنتخب الأرجنتيني الفوز علي منتخبات كوريا الجنوبية ونيجيريا واليونان لكنها بالتأكيد لا تمثل اختبارا قويا للفريق الذي يسعي للفوز بلقب البطولة الحالية.
اعترف المدرب دييجو مارادونا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني بأنه يستعد للمواجهة الصعبة مع نظيره المكسيكي والمقررة يوم الأحد المقبل علي استاد "نيلسون مانديلا باي" في مدينة بورت اليزابيث.
أظهرت المباراة التي حقق فيها الفريق الفوز علي نظيره اليوناني ان المنتخب الأرجنتيني يستطيع اختراق دفاعات الفرق التي تتميز بالتكتل الدفاعي المنظم حتي وان جاء هدفا الفريق في وقت متأخر من المباراة عبر اللاعبين ماتين ديميكيليس والبديل مارتين باليرمو..
ومنحت هذه المباراة المنتخب الأرجنتيني ثلاث نقاط جديدة ليحصد بذلك جميع النقاط التسع الممكنة ويحافظ علي صدارة المجموعة بفارق خمس نقاط أمام منتخب كوريا الجنوبية الذي احتل المركز الثاني في المجموعة بتعادله مع نيجيريا 2/.2
لم يسجل المهاجم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي نجم برشلونة الأسباني اسمه مجددا ضمن قائمة الهدافين في البطولة الحالية ولكنه قدم عرضا رائعا استحق به جائزة أفضل لاعب في المباراة.
أظهرت المباراة ان أسلوب رقابة "رجل لرجل" تبدو شبه مستحيلة للتطبيق بنجاح علي مدار 90 دقيقة كاملة مع اللاعبين أصحاب المهارات العالية مثل ميسي.. وحذر مارادونا فريقه من الاختبارات الصعبة التي تنتظر الفريق في الأدوار التالية مشيرا إلي أن ما حققه الفريق في الدور الأول لا يعني شيئاً الآن فأي خطأ قد يتسبب في الاطاحة بآمال الفريق.
قال مارادونا: عندما يصبح الطريق أكثر ضيقا. أعتقد ان التدرج يكون أكثر وضوحا. ربما تلعب ايطاليا وألمانيا والبرازيل بشكل سييء في البداية ولكنهم يتأهلون للدور الثاني ودور الثمانية والدورين قبل النهائي والنهائي.
اعتمد مارادونا في تشكيلته الأساسية بالمباراة أمام الأرجنتين علي مجموعة من اللاعبين البدلاء مع الابقاء علي أربعة لاعبين فقط من الأساسيين ضمن التشكيل الذي بدأ به اللقاء.. ولكن امكانيات الفريق تعني انه قد يمنح الراحة للاعبين مثل خافيير ماسكيرانو قائد الفريق وزميله المهاجم كارلوس تيفيز والمهاجم الشاب الآخر جونزالو هيجوين الذي سجل ثلاثة أهداف "هاتريك" في شباك كوريا الجنوبية.
رغم ذلك. يمتلك مارادونا ضمن صفوف الفريق لاعبين متميزين آخرين مثل دييجو ميليتو مهاجم انتر ميلان الإيطالي وسيرخو أجويرو مهاجم أتلتيكو مدريد الأسباني.
منح مارادونا في هذه المباراة شارة قائد الفريق إلي ميسي. وقال ميسي الذي احتفل بعيد ميلاده الثالث والعشرين أمس الخميس "كانت تجربة فريدة وشيئا له طابع خاص" في اشارة إلي انه أصبح أصغر لاعب يحمل شارة قائد المنتخب الأرجنتيني علي مدار تاريخ الفريق.
عاني ميسي من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه المدفاع اليوناني سوكراتيس باباستوبولوس والتي لم تسعد أي شخص ممن تابعوا المباراة..
وأعرب ميسي عن امتعاضه من الأساليب الخططية الصارمة التي يتبعها المنتخب اليوناني. وقال "الحكم كان في صفهم. لقد لعبوا بشكل سييء".
أبدي مارادونا أيضا استياءه الشديد من أسلوب لعب المنتخب اليوناني وكذلك من التحكيم في هذه المباراة قائلا انه توجه بالشكوي إلي الحكم الرابع خلال المباراة وسأله "أين المبدأ الشهير الخاص باللعب النظيف".
قال مارادونا: يجب أن نتسم بالفعالية الآن ودائما. إذا كان ميسي يتعرض للدغ والاسقاط علي الأرض مع كل مرة يستحوذ فيها علي الكرة. فعم نتحدث؟يجب أن يشهروا البطاقة الصفراء لايقاف الخشونة. لأن ذلك أمر في اللوائح.
علي الرغم من الرقابة اللصيقة التي فرضت عليه. أظهر ميسي تألقا رائعا في المباراة من خلال مراوغاته وتسديداته التي ارتدت احداها من القائم.. كما كان الهدف الثاني للمنتخب الأرجنتيني من صناعة ميسي أيضا حيث انطلق اللاعب من الناحية اليمني وسدد كرة قوية ارتدت من الحارس اليوناني إلي مارتين باليرمو الذي لم يجد أدني صعوبة في ايداعها داخل الشباك اليونانية.
مع ظهور ميسي بمستوي جيد في البطولة الحالية وعودة باقي لاعبي الفريق لمستواهم المعهود. سيكون المنتخب الأرجنتيني مرشحا للفوز علي المسكيك رغم قلق مارادونا من هذا الفريق الذي يدربه خافيير أجيري الذي يثير اعجاب مارادونا.
قال مارادونا: رغم خسارتهم "المكسيك" أمام أوروجواي "صفر/1" يكون للمنتخب المكسيكي شخصيته عندما يلعب كما ان لديه أجيري.. تحدثت إليه كثيرا عندما كان مدربا لأتلتيكو مدريد وهو شخص رائع.. ولكن مارادونا قال انه سيدرس منافسه وسيهاجم نقاط ضعفه.
التقي الفريقان في نفس الدور بمونديال 2006 في ألمانيا وفاز المنتخب الأرجنتيني 2/1 بعد وقت اضافي..
ويتطلع أجيري أيضا إلي هذه المواجهة. وقال أجيري بعد الهزيمة من أورواجوي: ستكون فرصة جيدة للثأر بعد ما حدث قبل أربع سنوات.