في بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ كرة القدم، تعقبت دراسة ألمانية قام بها مكتب براءات الاختراعات الذي يتخذ من مدينة ميونيخ الألمانية مقرا له تاريخ تطور اللعبة والأدوات المستخدمة فيها.
وبجانب الرجوع إلى تاريخ أدوات هذه اللعبة مثل الكرة والصفارة وكفوف حارس المرمى والقمصان والأحذية وغيرها، تطرقت الدراسة إلى دور التقنية والاختراعات في تطور كرة القدم.
وبحسب الدراسة فإن الألعاب التي استخدمت فيها الكرة نظمت تاريخيا من أجل التحضير لأعمال العبادة أو أنها نفسها كانت أعمال عبادة.
ويُرجع القائمون على الدراسة تاريخ أول لعبة بالكرة إلى عام 2697 قبل الميلاد عندما أطلق الصينيون القدامى اسم "TS Uh-KUH" على هذه اللعبة وتعني بالصينية "كرة مليئة بالريش والجلد تُضرب بالقدم".
وبحسب الدراسة، فإن لعبة "كيماري" التي تمارس في اليابان في وقتنا الحاضر انحدرت من اللعبة الصينية المذكورة.
أما اليونانيون القدامى فقد عرفوا ما يسمى بلعبة "إبسكيروس" (الصراع على الكرة)، وكان هدف اللعبة الوحيد هو تقوية أجساد المحاربين.
بدورهم طور الرومان اللعبة وأطلقوا عليها اسم "هارباستوم" (Harbastum) وباشروا نشرها في البلدان التي استسلمت لجيوشهم وخاصة في الجزر البريطانية.
أما الكرة المنفوخة فقد ظهر ذكرها أول مرة في كتاب مدرسي إنجليزي عام 1519، وفي عمل وليم شكسبير "كوميديا الأخطاء" الذي كتبه 1592 حيث ظهر لأول مرة ذكر طريقة صناعة الكرة.
ففي أحد مقاطع العمل المسرحي يشكو شكسبير على لسان أحد أبطاله: "إذ أردتم التلاعب بي ككرة قدم، فالرجاء أن تخيطوني على الأقل من الجلد".
وتقول الدراسة إن اليونانيين القدامى نفخوا مثانة الخنازير المذبوحة وخيطوا لها بيتا من جلد الخنزير أو الوعل.
وتعتبر هذه التركيبة (المثانة المنفوخة والبيت الجلدي) الشكل الأول للكرة التي يرتبط تاريخها بمخترع الكاوتشوك (المطاط) الأمريكي تشارلز غودييير في عام 1844.
ولاحقا تم في إنجلترا عام 1886 تطوير أول كرة مطاطية، وصناعة الصمام والمنفاخ في إنجلترا عامي 1886 و1887 على التوالي.
أما الكرة الملونة بالأبيض والأسود التي تتكون من مربعات خماسية وسداسية، فهي اختراع ألماني حديث يرجع إلى عام 1970.
في عام 1860 طور الإنجليزي جوزف هدسون صفارة من النحاس الأصفر تم عرضها في إنجلترا (بغرض الاستخدام لرجال الشرطة) عام 1865.
وفي عام 1878 تم استخدام الصفارة في مباراة لكرة قدم كان أحد طرفيها نوتينغهام فورست الأنجليزي.
ولاحقا تم استبدال الصفارة بما يسمى بـ"الصفارة المزغردة" التي اخترعها الإنجليزي هدسون أيضا.
أما بطاقات الإنذار فقد تم استخدامها لأول مرة عام 1970 في بطولة العالم لكرة القدم في المكسيك، بعد صعوبات واجهت الحكام في مباراة نظمت بين الأرجنتين وبريطانيا في بطولة العالم 1966.
في نهاية القرن التاسع عشر، كادت الملاعب تخلو من فرق ارتدت أحذية موحدة، إذ أن الشرط الوحيد الذي توجب على الفرق الالتزام به هو ألا تكون أحذية اللاعبين مصنوعة من مواد تلحق الضرر بالخصم.
وفي النصف الأول من القرن ذاته، عرفت جميع المدارس الإنجليزية لعبة كرة القدم كلعبة جماهيرية.
أما تحسين مرونة الأحذية فقد تم التوصل إليها تدريجيا وباختراع مواد جديدة، ويعتبر تطوير الطبقة الخارجية للحذاء بشكل يمنع انزلاق الكرة عن سطحها هو الحدث الأكثر تفردا في الأدوات الخاصة بكرة القدم.