أتحدى وأتحدى بشدة أن يكون مشاهد واحد من ملايين المشاهدين ويكون عاشقاً لأغانى أو أفلام الراحلة أم كلثوم أو أغانى أو أفلام الراحلة أسمهان أو أغانى أو أفلام الراحلة فايزة أحمد أو أغانى أو أفلام الراحلة ليلى مراد أو أفلام السيدة فاتن حمامة، أن رأى ضراضير واحدة منهن وخاصة السيدة ليلى مراد، والضراضير أيها القارئ الكريم إن لم تكن تعرفها فهى ببساطة شديدة لثة الفك العلوى للإنسان وحتى للحيوان ولا يهمنا كثيراً الاسم الشعبى للثة الفك السفلى لأنها خارجة عن الموضوع الذى نتناوله فى هذا المقال .
فكل منهن عندما تغنى أو تمثل لا ترى إلا طراطيف أسنانها العلوية وذلك سر جمالهن فى الأداء ، فعندما تصرخ الفنانة أو تضحك فتظهر ضراضيرها ومعظم أسنان فكها العلوى من القواطع حتى ضروس العقل فذلك مقزز جداً ومثير للغثيان، وهذا يعنى بالضرورة أيضاً أنها ضلت طريقها ودخلت سبوبة الفن بغير الطريق العلمى للاختيار، فإما أنها دخلت الفن خلسة من بوابة الكومبارس أو الباليه أو الكونسرفتوار أو ستار أكاديمى أو الصدفة البحتة أو الإعلانات كما هو حاصل فى هذه الحقبة، أو بالواسطة أو بالقرابة الشخصية لفنان أو فنانة أو مخرج أو مخرجة وبعد أن انتفت الموهبة وكثرت فى الاستديوهات محسنات الأصوات وانتشرت معاهد التجميل والنيولوك واستبعاد الوجه من مقاييس الفن واللهم لا شماتة فى أحد ولكنه من الرحمة بنا الذين أصابنا القرف والتقزز والشعور بالغثيان ونحن الذين نرى ونسمع ويجب أن يكون مقياس الإطلالة من الشاشة لملايين الأسر هى المقاييس الشرعية.
والذى أعرفه أن هناك أقساما عديدة لعشاق العمل فى السينما فى المعهد العالى للسينما والذى أنشئ عام 1959 منها قسم الاخراج والسيناريو والمونتاج وقسم الديكور والأزياء والماكياج وقسم هندسة الصوت وقسم التصوير وقسم الرسوم المتحركة وقسم الانتاج، وفى عام 1967 أصبح تدريس التمثيل مقتصراً على المعهد العالى للفنون المسرحية ولذلك المعهد شروطاً قاسية فى القبول ، فمع حصول الطالب أو الطالبة للثانوية العامة أو ما يعادلها يجب أن يجتاز مرحلتين : أولهما : اختبارات للاستعدادات الابداعية فى مجال التخصص وثانيهما : الالتحاق بالورش الابداعية لفترة لا تقل عن اسبوعين ثم تقيم الاستعدادات لدى المتقدم ويكلفه أعضاء هيئة التدريس بممارسات إبداعية أولية ، ثم يضعون له تقارير مفصلة مشفوعة بدرجات تضاف للدرجات النهائية للقبول ولا شك أن تلك الخطوات كفيلة بأن تفرخ للفن عناصر موهوبة ولا أدرى هل من ضمن الاستعدادات الإبداعية عنصر الشكل كاختيار ملكات الجمال مثلاً أم لا ، وأجزم بأنه و حسب ما هو موجود على الساحة الآن أن الجمال ليس شرطاً للمعهد العالى للفنون المسرحية المصرى شعبة التمثيل وأنه من الواضح أيضاً شرطاً رئيسياً فى المعاهد التركية والسورية وإن لم يكن شرط جمال الوجه من شروط القبول..
فلابد من إعادة النظر فى الشروط وإدراجه على وجه السرعة لإنقاذ ما يمكن انقاذه من انهيار المستوى الجمالى ولا نقصد بجمال الوجه هو بياضه واخضرار عيونه واصفرار شعره ولكن تناسق عضلاته وسلامتها كما خلقها الله فالله خلقنا فأحسن صورنا ولكننا شوهنا خلقة الله بطريقة كلامنا وحديثنا و سكوتنا وابتساماتنا وضحكنا وبكائنا وتلك ما كانت تحافظ عليه الراحلة ليلى مراد وهى تؤدى أدوراها ففلم تقلص عضلات وجهها فى تمثيلها ولا غنائها لكى ترينا ضراضيرها، ولذلك عشقنا أعمالها وحفظنا أغانيها وستظل أعمالها وأغانيها خالدة مهما تقادم عليها الزمن فعليها رحمة الله وعلى أم كلثوم وعلى أسمهان وفايزة أحمد ومد الله فى عمر فاتن حمامة.