الرياض: «الشرق الأوسط»
ينظر سكان جنوب شرقي آسيا والصين إلى الأرز على أنه مصدر حياة الجسم وشفاء علله، فيتجاوز في الأهمية مجرد كونه الصنف الأول المفضل لديهم بين أصناف الطعام، لذا نجدهم يتناولونه مع كل الوجبات تقريباً.
واليوم يكثر الحديث في الأوساط العلمية عن زيت نخالة الأرز، والحقيقة أن الأبحاث تجري بغية إثبات أو نفي فائدته في خفض نسب الكوليسترول وأنواعه في الدم وكذلك بعد النتائج المشجعة معرفة هل نوعية الدهون التي فيه هي سبب خفضه للكوليسترول ولو بشكل طفيف، أم أن هناك مركبات أخرى كفيتامين «إي» العالي النسبة فيه وراء ذلك. فما هو زيت الأرز وكيف يستخرج وما محتواه؟ يتم استخراج الزيت من نخالة حبوب الأرز، فمحصول الأرز يمر بعدة مراحل من العمليات الإنتاجية كي يصبح في الهيئة المتناولة اليوم أي الحبوب البيضاء، فالمحصول المحصود من الحقل تغطيه قشرة من الألياف التي تتم إزالتها أولاً لنحصل على الأرز البني، ثم بعد هذا تجرى عملية تلميع للحبوب بكشط الطبقة البنية اللون والتي تحتوي على غالب الفيتامينات والمعادن والزيوت، وهي ما تدعى النخالة وتشكل 8% من وزن حبة الأرز فيتم عصرها لاستخراج الزيت، إذ أن 20% من نخالة الأرز هي زيوت نباتية. فى الغالب تستخرج كميات متوسطة تستخدم كإضافة إلى الطعام، لكن بتقدم وسائل الإنتاج والعصر خاصة بعد أربعينات القرن الماضي ونتيجة للزيادة المطردة عالمياً في إنتاج الأرز، ظهر زيت الأرز بكميات تجارية وأصبح في أماكن عدة من العالم زيتاً نباتياً يستخدم في الطهي والقلي نظراً لتحمله الحرارة العالية، كما هو الحال في زيت السمسم دون زيت الزيتون مثلاً، وأصبح العديد من الناس يستطيب مذاقه الشبيه بطعم ونكهة الجوز وخاصة في قلي المأكولات البحرية كالروبيان لأنه زيت متماسك لا تمتصه المأكولات المقلية. وبدأت الولايات المتحدة في إنتاجه منذ عام 1994، لكن تظل الدول الآسيوية كالصين واندونيسيا والهند الأعلى في إنتاجه.
وأجرى العديد من الدراسات حوله لعل أهمها ما نشرته مجلة الرابطة الأميركية للتغذية في عدد يناير (كانون الثاني) الماضي والتي أظهرت تأثيراً طفيفاً، إذْ نقصت نسبة الكوليسترول الخفيف الذي يضر الجسم بمقدار 7%. والدراسة وإن كانت قليلة العدد من ناحية الأفراد المشمولين بها إلا أنها بداية مشجعة لأمرين، الأول إجراؤها على نطاق أوسع والثاني بحث ما هي المادة المسؤولة عن هذا الأثر. ففي شهر مايو (ايار) الماضي نشرت مجلة علم سموم الغذاء والمواد الكيماوية نتائج دراسة تشير بشكل خاص إلى نوع فريد من أنواع فيتامين إي متوفر في زيت نخالة الأرز يؤدي تناوله كمادة مستخلصة من زيت الأرز إلى انخفاض نسبة الكوليسترول الكلي بمقدار 42 % والكوليسترول الخفيف بمقدار 62% وذلك لدى الفئران. ويشير الباحثون إلى أن هذا يؤكد نتائج دراسات أخرى حول هذا النوع من فيتامين إي. والذي فسر هذا التأثير على نسبة الكوليسترول هم الباحثون من جامعة روشستر، إذ قالوا بتأثيره على أنزيمات الكبد في صنع الكوليسترول مشابه لتأثير الدواء من مجموعة الإستاتين كاللبتور مثلاً. لكن جميع الدراسات ما زالت في أطوارها الأولى وتحتاج المزيد للنفي أو التأكيد لفائدة هذا الزيت الذي يدور حوله البحث اليوم.