بسم الله نبدا على بركة الله
قبل التطرق الى تفاصيل الحملة الفرنسية على مصر يجب علينا ان نوضح عدة نقاط مهمة والمتمثلة في الاوضاع التي يمر بها العالم خلال تلك الفترة وكذلك اهم الاسباب التي جعلت فرنسا تفكر بالقيام بهذه الحملة
الاوضاع السياسية التي كانت سائدة ابن فترة الحملة
من المعروف ان الحملة قامت سنة 1798 وفي هذه الفترة بذات كانت اوروبا واجزاء كبيرة من العالم تمزقها الحروب وخاصة ان الثورة الفرنسية كانت في اوجها في ذلك الوقت ونتيجة لذلك تولد عداء كبير بين فرنسا وانجلترا واشتدت المنافسة بينهم على احتلال المستعمرات والتي ادى الى هزيمة فرنسا ام انجلترا في حرب السنوات السبع 1756الى 1763 والتي تنازلت فيها فرنسا مكرهة لبريطانيا عن مستعمراتها في امريكا وكندا واجزاء اخرى من العالم
ونتيجة لذلك وللضروف التي تمر بها فرنسا والمتمثلة بحكم الملك لويس 16 والتي اتسم حكمه بالعسف والضعف والهزائم الفرنسية قامت الثورة في فرنسا واقصت الملك عن الحكم واعدمته مما تولد عنه عداء كبيرا للثورة من طرف ملوك اوروبا
ومن الخلال الكلام السابق يمكننا ان نتبين اهم الاسباب التي جعلت فرنسا تقوم بحملتها على مصر ونوردها في النقاط التالية
اسباب الحملة الفرنسية على مصر
1_ التنافس بين انجلترا وفرنسا على المستعمرات
كانت إنجلترا وفرنسا يتنافسان على احتلال المستعمرات منذ القرن 17 وقيام حرب السنوات السبع بين إنجلترا وفرنسا التي انتهت بتنازل فرنسا مستعمراتها لإنجلترا
2_ قيام الثورة الفرنسية واشتداد الصراع بين فرنسا وانجلترا
أ/ قامت الطبقة الوسطى في فرنسا بثورة ضد فساد طبقة الحكام وأعدمت الملك لويس 16 خشي ملوك أوربا على أنفسهم فكونوا تحالف للقضاء على الثورة قبل أن تنتشر مبادئها في بلادهم 0
ب/ غير أن القوات الفرنسية بقيادة نابليون هزمت كل ملوك أوربا
ج/ ولكن فرنسا عجزت أمام إنجلترا وذلك >> لموقعها وسط المياه // قوة أسطولها فكان رأي نابليون أن يضرب إنجلترا في أكبر مستعمراتها في الهند ( بأن يحتل مصر ويقطع اتصال إنجلترا بالهند ) إلا أن حكومة الإدارة الفرنسية كانت ترى ضرب إنجلترا في عقر دارها 0
أسباب الحملة الفرنسية
1) تكوين إمبراطورية فرنسية في الشرق قاعدتها مصر لتعوض ما فقدته من مستعمرات في الهند والأمريكتين لصالح إنجلترا التي هزمتها في حرب السنوات السبع ,
2_ لان إنجلترا كانت أكثر الدول المعادية للثورة الفرنسية وعجز فرنسا عن القضاء عليها فقرر نابليون ضرب مصالح إنجلترا في الشرق بقطع الطريق التجاري بينها وبين أكبر مستعمراتها الهند عن طريق احتلال مصر
3) كثرة خيرات مصر ولتصبح سوقا لمنتجاتهم
4) استنجاد قنصل فرنسا في مصر بحكومته من المماليك الذين ينهبون التجار الفرنسيون فرجح رأي نابليون
5) تأمين طريق تجارة فرنسا في بلاد الشرق وإعادة طريق التجارة القديمة بين البحر الأحمر والمتوسط ليقضي على طريق رأس رجاء الصالح التي كانت تسيطر عليه بريطانيا 0
لنا عودة في الحلقة القادمة الشروع في إعداد الحملة
قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر قدم "شارل مجالون" القنصل الفرنسي في مصر تقريره إلى حكومته في (22 من شعبان 1212هـ = 9 من فبراير 1798م) يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصر وتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.
وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من "تاليران" وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر؛ حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بين فرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر، وقدم الحجج التي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كما تناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمة لحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهم وشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهم وشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عند المصريين
.
قرار الحملة
وكان من أثر التقريرين أن نال موضوع غزو مصر اهتمام حكومة الإدارة التي قامت بعد الثورة الفرنسية، وخرج من مرحلة النظر والتفكير إلى حيز العمل والتنفيذ، وأصدرت قرارها التاريخي بوضع جيش الشرق تحت قيادة نابليون بونابرت في (26 شوال 1212هـ = 12 من إبريل 1798م).
وتضمن القرار مقدمة وست مواد، اشتملت المقدمة على الأسباب التي دعت حكومة الإدارة إلى إرسال حملتها على مصر، وفي مقدمتها عقاب المماليك الذين أساءوا معاملة الفرنسيين واعتدوا على أموالهم وأرواحهم، والبحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، وشمل القرار تكليف نابليون بطرد الإنجليز من ممتلكاتهم في الشرق، وفي الجهات التي يستطيع الوصول إليها، وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الحمر والعمل على شق قناة برزخ السويس
تجهيز الحملة
جرت الاستعدادات لتجهيز الحملة على خير وجه، وكان قائد الحملة الجنرال نابليون يشرف على التجهيز بكل عزم ونشاط ويتخير بنفسه القادة والضباط والعلماء والمهندسين والجغرافيين، وعني بتشكيل لجنة من العلماء عرفت باسم لجنة العلوم والفنون وجمع كل حروف الطباعة العربية الموجودة في باريس لكي يزود الحملة بمطبعة خاصة بها.
وأبحرت الحملة من ميناء طولون في (3 من ذي الحجة 1212 هـ = 19 من مايو 1798م) وتألفت من نحو 35 ألف جندي، تحملهم 300 سفينة ويحرسها أسطول حربي فرنسي مؤلف من 55 سفينة، وفي طريقها إلى الإسكندرية استولت الحملة على جزيرة مالطة من فرسان القديس يوحنا آخر فلول الصليبيين.
الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة
وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاع نيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد "محمد كريم" حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة؛ فعرضت أن يقف الأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاج للتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب.
وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌ على عزمها على اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيار أهم المناطق تأثيرا فيه، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقية المنطقة العربية، ولم يكن هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرض الاستعماري
وصول الحملة الإسكندرية
وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية ونجحت في احتلال المدينة في (18 من المحرم 1212هـ= 2 من يوليو 1798م) بعد مقاومة من جانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت ساعات، وراح نابليون يذيع منشورا على أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم وهو تخليص مصر من طغيان البكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية، وأكد في منشوره على احترامه للإسلام والمسلمين، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على إظهار إسلامه وإسلام جنده كذبا وزورا، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحة دعواه، وأن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، فقال: "إنهم قد نزلوا روما وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة المسلمين،" وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين.
وأدرك نابليون قيمة الروابط التاريخية الدينية التي تجمع بين المصريين والعثمانيين تحت لواء الخلافة الإسلامية؛ فحرص ألا يبدو في صورة المعتدي على حقوق السلطان العثماني؛ فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين هم أصدقاء السلطان العثماني.. غير أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليون أن يخدع بها المصريين ويكرس احتلاله للبلاد لم تَنْطلِ عليهم أو ينخدعوا بها؛ فقاوموا الاحتلال وضربوا أروع أمثلة الفداء.
الشروع في إعداد الحملة
قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر قدم "شارل مجالون" القنصل الفرنسي في مصر تقريره إلى حكومته في (22 من شعبان 1212هـ = 9 من فبراير 1798م) يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصر وتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.
وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من "تاليران" وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر؛ حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بين فرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر، وقدم الحجج التي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كما تناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمة لحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهم وشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهم وشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عند المصريين
.
قرار الحملة
وكان من أثر التقريرين أن نال موضوع غزو مصر اهتمام حكومة الإدارة التي قامت بعد الثورة الفرنسية، وخرج من مرحلة النظر والتفكير إلى حيز العمل والتنفيذ، وأصدرت قرارها التاريخي بوضع جيش الشرق تحت قيادة نابليون بونابرت في (26 شوال 1212هـ = 12 من إبريل 1798م).
وتضمن القرار مقدمة وست مواد، اشتملت المقدمة على الأسباب التي دعت حكومة الإدارة إلى إرسال حملتها على مصر، وفي مقدمتها عقاب المماليك الذين أساءوا معاملة الفرنسيين واعتدوا على أموالهم وأرواحهم، والبحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، وشمل القرار تكليف نابليون بطرد الإنجليز من ممتلكاتهم في الشرق، وفي الجهات التي يستطيع الوصول إليها، وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الحمر والعمل على شق قناة برزخ السويس
تجهيز الحملة
جرت الاستعدادات لتجهيز الحملة على خير وجه، وكان قائد الحملة الجنرال نابليون يشرف على التجهيز بكل عزم ونشاط ويتخير بنفسه القادة والضباط والعلماء والمهندسين والجغرافيين، وعني بتشكيل لجنة من العلماء عرفت باسم لجنة العلوم والفنون وجمع كل حروف الطباعة العربية الموجودة في باريس لكي يزود الحملة بمطبعة خاصة بها.
وأبحرت الحملة من ميناء طولون في (3 من ذي الحجة 1212 هـ = 19 من مايو 1798م) وتألفت من نحو 35 ألف جندي، تحملهم 300 سفينة ويحرسها أسطول حربي فرنسي مؤلف من 55 سفينة، وفي طريقها إلى الإسكندرية استولت الحملة على جزيرة مالطة من فرسان القديس يوحنا آخر فلول الصليبيين.
الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة
وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاع نيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد "محمد كريم" حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة؛ فعرضت أن يقف الأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاج للتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب.
وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌ على عزمها على اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيار أهم المناطق تأثيرا فيه، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقية المنطقة العربية، ولم يكن هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرض الاستعماري
وصول الحملة الإسكندرية
وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية ونجحت في احتلال المدينة في (18 من المحرم 1212هـ= 2 من يوليو 1798م) بعد مقاومة من جانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت ساعات، وراح نابليون يذيع منشورا على أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم وهو تخليص مصر من طغيان البكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية، وأكد في منشوره على احترامه للإسلام والمسلمين، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على إظهار إسلامه وإسلام جنده كذبا وزورا، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحة دعواه، وأن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، فقال: "إنهم قد نزلوا روما وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة المسلمين،" وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين.
وأدرك نابليون قيمة الروابط التاريخية الدينية التي تجمع بين المصريين والعثمانيين تحت لواء الخلافة الإسلامية؛ فحرص ألا يبدو في صورة المعتدي على حقوق السلطان العثماني؛ فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين هم أصدقاء السلطان العثماني.. غير أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليون أن يخدع بها المصريين ويكرس احتلاله للبلاد لم تَنْطلِ عليهم أو ينخدعوا بها؛ فقاوموا الاحتلال وضربوا أروع أمثلة الفداء.ها قد عدنا والحمد لله
بعد استيلاء الفرنسيين على الاسكندرية بدا نابليون يعد العدة لتنفيذ باقي اهداف الحملة وكان اول اجراء قام به انه امر باعدام حاكم المدينة علي كريم والذي اعدم رميا بالرصاص
تكامل نزول القوات الفرنسية في الاسكندرية وما ان اطمئن نابليون على وضعية الجيش الفرنسي حتى امر بالسير الى القاهرة من محورين حيث صدرت الاومر للجيش الاول بالتوجه الى دمنهور ومنها الى الرحمانية ثم القاهرة كما تم انفاذ حملة اخرى الى القاهرة والتي سوف تسلك الطريق المائي عبر نهر النيل
انشر خبر الغزو الفرنسي لمصر بسرعة حتى وصل للقاهرة حيث ساد القلق في الاوساط العربية وصصم الناس على الدفاع عن انفسهم وظهر في هذا الضرف العصيب الشيخ عمر مكرم الذي بدا بتحرض الناس على المقاومة والجهاد وقد تكاتف ابناء مصر لصد العدوان وتم تجميع التبرعات من الاهالي لانفاقها على الجيش الذي سوف يتصدى للفرنسين وكان الشيخ عمر مكرم وقادة المماليك يرغبون في جمع اكبر عدد من الجنود والمتطوعين من الاهالي للقاء الفرنسيين خارج القاهرة وهم يكبرون ويهللون
وقد اتخذ المماليك الاستعدادات اللازمة للتصدي للعدوان وبعثو رسولا للاستانة طلبا للمساعدة
وتم تقسيم الجيش المملوكي الى قسمين الاول بقيادة مراد بك ويعسكر في شبرا خيب ومعه العدد الاكبر من الجنود والمدافع والخيول والثاني بقيادة ابراهيم بك على اساس ان القوات الفرنسية قادمة الى القاهرة من جهتين لكن هذا لم يحدث حيث تحصل نابليون من جواسيسه على معلومات كاملة عن استعدادات المماليك والعرب فما كان منه ان امر بتوحيد الحملتين الفرنسيتين والهجوم على القاهرة من جهة واحدة حيث هاجم القوات الاكبر بقيادة مراد بك حيث قدر انه لو دمر تلك القوة فان القوة الاخرى سوف تعجز عن التصدي له وهذا ما حدث بالفعل حيث اشتبك جيش مراد بك مع الفرنسيين في شبرا خيب بالرغم منة قواته الكبيرة لكن تفوق الفرنسيين في السلاح المتطور ادى الى هزيمة جيش مراد بك وانسحابه للقاهرة واشتبك الطرفان في معركة اخرى عرفت بمعركة امبابة وكان النصر فيها حليف نابليون الذي استطاع احتلال القاهرة حيث هرب مراد بك وابراهيم بك الى الصعيد
لنا عودة انشاء الله بعد سيطرت نابليون على القاهرة اعلن منشور باللغة العربية وامر بقراته في جامع الازهر ويظهر هذا المنشور بانه لايكن للمصرين الا كل معاني الود والصداقة وانه يحترم المسلمين والقران الكريم وانه ما جاء الا لتحرير المصريين من بطش المماليك
لم تنطلي اقوال نابليون على المصريين الذين استمرو في مقاومة الاحتلال مقاومة باسلة وقد ارتكب جيش نابليون مجازر وفضائع في حق ابناء مصر
ونتيجة تزايد الثورة واندلاعها صب الفرنسييون جمام غضبهم على الاهالي العزل حيث تم نصب المدافع على سفح جبل المقطم وقامو بقصف القاهرة قصفا شديدا من اجل ارهاب الاهالى واخماد المقاومة باي شكل وقد اسفر القصف على ماسي كبرى والتي تمثلت في دفن عائلات باسرها تحت الانقاض مثل احياء المطرية وعين شمس
وقد اكتشف المصريين كذب ونفاق نابليون في احترامه للقران الكريم حيث دخل جنوده الى مسجد الازهر على ظهور الخيل وقامو بضرب الطلاب وتمزيق الكتب الدينية واتلافها مما زاد من حدة انتشار الثورة في كل انحاء مصر
وقد ازدادت روح المقاومة لدى المصريين ضد الفرنسيين خاصة عقب نجاح الاسطول البريطاني بقيادة اللورد نلسون بتدمير قطع الاسطول الفرنسي في معركة ابي قير قرب الاسكندرية وحيث اغرق البريطانيين كل قطع الاسطول الفرنسي من ضمنها سفينة القيادة الشرق ذات 120 مدفعا ولم تنجو من المعركة الاسفينتان هربتا لفرنسا لينقلا للحكومة الفرنسية اخبار الكارثة التي المت بالاسطول الفرنسي وقد فقد الفرنسيين في هذه المعركة 4000 قتيل من ضمنهم الادمريال بروس بينما كانت خسائر الانجليز لاتتجاوز 200 قتيل وجريح وبدلا من ان يسعى نابليون لكسب ود المصريين وذللك للموقف الذي تعرض له والذي ادى الى حصاره في مصر وقطع خطوط اتصاله بفرنسا فان جنوده قامو بالقبض على مجموعة كبيرة من التجار الاجانب وابتزوهم بغرامات مالية فادحة وهددوهم بقطع السنتهم ان هم خاضو في حديث تدمير الاسطول الفرنسي
رغم كل هذه الكوارث التي المت بالفرنسيين فان نابليون توجه بجيشه شرقا للعريش ثم غزة باتجاه الشام حيث احتل حيافا وارتكب مجازر في حق اهلها لكنه اصطدم بالمقاومة الباسلة لاهالي مدينة عكا بقيادة حاكمها الجزار مما افشل حملته على الشام
لنا عودة انشاء الله بعد سيطرت نابليون على القاهرة اعلن منشور باللغة العربية وامر بقراته في جامع الازهر ويظهر هذا المنشور بانه لايكن للمصرين الا كل معاني الود والصداقة وانه يحترم المسلمين والقران الكريم وانه ما جاء الا لتحرير المصريين من بطش المماليك لم تنطلي اقوال نابليون على المصريين الذين استمرو في مقاومة الاحتلال مقاومة باسلة وقد ارتكب جيش نابليون مجازر وفضائع في حق ابناء مصر
ونتيجة تزايد الثورة واندلاعها صب الفرنسييون جمام غضبهم على الاهالي العزل حيث تم نصب المدافع على سفح جبل المقطم وقامو بقصف القاهرة قصفا شديدا من اجل ارهاب الاهالى واخماد المقاومة باي شكل وقد اسفر القصف على ماسي كبرى والتي تمثلت في دفن عائلات باسرها تحت الانقاض مثل احياء المطرية وعين شمس
وقد اكتشف المصريين كذب ونفاق نابليون في احترامه للقران الكريم حيث دخل جنوده الى مسجد الازهر على ظهور الخيل وقامو بضرب الطلاب وتمزيق الكتب الدينية واتلافها مما زاد من حدة انتشار الثورة في كل انحاء مصر وقد ازدادت روح المقاومة لدى المصريين ضد الفرنسيين خاصة عقب نجاح الاسطول البريطاني بقيادة اللورد نلسون بتدمير قطع الاسطول الفرنسي في معركة ابي قير قرب الاسكندرية وحيث اغرق البريطانيين كل قطع الاسطول الفرنسي من ضمنها سفينة القيادة الشرق ذات 120 مدفعا ولم تنجو من المعركة الاسفينتان هربتا لفرنسا لينقلا للحكومة الفرنسية اخبار الكارثة التي المت بالاسطول الفرنسي وقد فقد الفرنسيين في هذه المعركة 4000 قتيل من ضمنهم الادمريال بروس بينما كانت خسائر الانجليز لاتتجاوز 200 قتيل وجريح وبدلا من ان يسعى نابليون لكسب ود المصريين وذللك للموقف الذي تعرض له والذي ادى الى حصاره في مصر وقطع خطوط اتصاله بفرنسا فان جنوده قامو بالقبض على مجموعة كبيرة من التجار الاجانب وابتزوهم بغرامات مالية فادحة وهددوهم بقطع السنتهم ان هم خاضو في حديث تدمير الاسطول الفرنسي
رغم كل هذه الكوارث التي المت بالفرنسيين فان نابليون توجه بجيشه شرقا للعريش ثم غزة باتجاه الشام حيث احتل حيافا وارتكب مجازر في حق اهلها لكنه اصطدم بالمقاومة الباسلة لاهالي مدينة عكا بقيادة حاكمها الجزار مما افشل حملته على الشام
لنا عودة انشاء الله