إن المدرسة التي يعمل فيها المعلم ليست بمعزل عن المجتمع بل هي جزء منه وتحمل الخصائص الاجتماعية و الثقافية للمجتمع الكبير الذي تنتمي إليه.فالتلاميذ و المعلمون بأتون من المجتمع المحيط يحملون معهم مختلف عاداته وتقاليده و أنماطه الثقافية و السلوكية .
ولم تكن برامج إعداد المعلمين في الماضي تلتفت كثيرا إلى هذا البعد الاجتماعي في التعليم ، فكان جلّ الاهتمام منصبا على الدور المعرفي و العلمي للمعلم و بتطور الدراسات تزايد الاهتمام بهذا البعد و التعامل مع المدرسة كوحدة اجتماعية أو مجتمع صغير .. وفي ظل هذا الواقع الجديد فإن المعلم مطالب بأن يمثل مجتمعه الذي هو عضو فيه وذلك على مستويين : الأول : يتمثل في دور المعلم القيادي مع تلامذته ،فهو مطالب بتحقيق الغايات المرجوة للتربية و التعليم وهو في هذا الصدد يقود التلاميذ لتحقيق تلك الغايات وعليه أن يوجههم ويرشدهم ويأخذ بأيديهم نحو كل ما يرقى بهم حتى يصبحوا أعضاء فعالين في المجتمع.
الثاني: دور المعلم الريادي على مستوى المجتمع المحلي المحيط بالمدرسة . فالمعلم كونه أحد نماذج الصفوة المتعلمة وكون عمله يتصل ببناء البشر وصياغة وعيهم وتشكيل سلوكهم فالمتوقع منه أن يسهم في تطوير مجتمعه المحلي عن طريق استثارة اهتمام الأفراد و التعاون الجاد في بعض الأنشطة المشتركة بين المدرسة و البيئة المحيطة.
فبرامج محو الأمية وتعليم الكبار ومشروعات التوعية الثقافية و الدينية و الصحية و السياسية ومشروعات التنمية الريفية وغيرها تمثل مجالات خصبة لدور المعلم كعضو في المجتمع.
وعلى المعلم أن يسهم في صياغة الحياة عامة في المجتمع ولذا فإن من أهم متطلبات القيام بهذا الدور :
- دراسة المعلم للمجتمع وثقافته وأهم مشكلاته.
- التعرف على مختلف شؤون مجتمعه عن قرب.
- التعاون مع مختلف الهيئات و المؤسسات العاملة في هذه القطاعات لصالح تربية أبناء المجتمع وتنمية المجتمع المحلي بعامة.