شبكة المعلومات الدولية (انترنت)
(Internet)
في خضم الضغط المتزايد من خارج الأوساط التعليمية إلى داخلهـا بقصد الاستفادة من الخدمات التعليمية التي يقدمها الحاسوب لتدريس العلوم تأتي الإنترنت بخيلها ورجالها فتنظر بعين ثاقبة في عمق الفصل الدراسي وبين التلاميذ وفي ثنايا تدريس العلوم.
والإنترنت أو شبكة المعلومات الدولية عبارة عن مجموعة من شبكات المعلومات الدولية اتحدت معا لتكون شبكة واحدة تحوي ماتحويه كل هذه الشبكات مجتمعة فأصبحت وعاء هائلا لتخزين المعلومات وتسويقها في شكل خدمات تقدم للمستخدمين دون أن يكون ذلك الوعاء مملوكا لأحد أو تتحكم فيه دولة بعينها. فالشبكة غير مركزية وتتوسع بشكل واسع الانتشار وتدار بإشراف جمعية طوعية عملها إشرافي ينحصر في تطوير مواصفات التشغيل القياسية. وتتكون الشبكة حاليا من أكثر من ثلاثين ألف شبكة اتصال من مختلف أنحاء العالم مثل شبكة البت نت والجانيت وشبكة الخليج.
وتعتبر الشبكة العنكبوتية (Web) واجهة التعامل في الإنترنت وهي التي تسهل التعامل مع الإنترنت إذ هيئت بيئة شبيهة ببيئة النوافذ سهلة التعامل، كما أنها أضافت الصوت والصورة فأصبحت الإنترنت تحوي الوسائط المتعددة. وهذا ما زاد من أعداد المشتركين في الشبكة حتى وصل إلى عشرات الملايين والعدد في ازدياد عجيب .
إن الإنترنت وبعد انتشارها العجيـب تحمل في طياتها فرصـاً سانحـة لتحسين تدريس العلوم وزيادة أثره على المتعلمين في وقــت اكتظـت به الفصول الدراسية بالمتعلمين وعجزت كثير من المدارس عن استيعاب الأفواج القادمة من المنازل إلى المدارس، وفي شح من الأجهزة العلمية. ومن هذه المجالات المناسبة لتدريس العلوم في الإنترنت :
1- تقديم بعض مواضيع العلوم عبر الشبكة، بل إن جميع مواضيع العلوم يمكن تحميلها على الشبكة، كما يمكن تقديم بعض المعززات كالصوت والصورة.
2- تقديم بعض التجارب العلمية، وهذا حل مناسب لتمكين المتعلم من مشاهدة التجارب العلمية في حالة عدم توفرها في معمل العلوم.0
3- التدريب على المهارات الحاسوبية الأساسية ، حيث أن الإنترنت قادرة على إكساب المتعلمين المهارات الحاسوبية تماما كقدرتها على إعطائهم المعلومات، ومن الخطأ الاعتقاد بأن الإنترنت لا تصلح إلا للتعليم النظري بل إن المهارات والتدريب جزء أساس من خدمات الإنترنت.
4- الدراسة عبر المؤتمرات الحاسوبية (Virtual Conferencing) ، وفي هــذه الحالة فإن المتـعلم لا يحتاج إلى فصل "جغرافي" أو إلى معلم. بل إن المتعلم يسير ذاتياً. وهذا ماتنادي به الاتجاهات الحديثة في تدريس العلوم.
5- اكتساب المهارات المعلوماتية ، و يقصد بها هنا ليس فقط الحصول على المعلومات الضخمة داخل قواعد بينات الإنترنت ؛ بل إكساب مهارات البحث (Searching) و الانتقاء (Selecting) ، والتفكير في الكلمات الأساسية للمواضيع (Key-words) وغيـــرها مما يجعل المتعلم "الصغير " يقف موقف الباحث "الكبير" .
6- التعامل مع المتعلمين وفق فروقاتهم الفردية، وكثيرا ما يتحدث التربويون عن هذه الفوارق لكنهم قليلاً ما يضعون حلولاً لها، ومن خلال الإنترنت متعددة المشارب والوسائل يمكن التعامل مع فوارق المتعلمين حيث أن التنوع في عرض التعلم من أفضل ما يناسب الفروق الفردية .
وإذا ما فكرت المؤسسات التربوية في توظيف الإنترنت في تدريس العلوم، أصبح لزاماً عليها أن تفكر قبل ذلك في تحسين – أو تغيير – تدريس العلوم الجامد الذي ينظر إلى المتعلمين كأنهم وعاء يحفظ وإلى المعلمين كأنهم مخزون ينقل . فالمتعلم يجب أن يكون هدفاً أساسياً من التدريس ومحوراً للعملية التعليمية لا شاهداً ومتفرجاً وموقعاً عليه فحسب!.