في ضوء العلاقة الارتباطية بين المهارات الإدراكية البصرية والسمعية والقدرة على تعلم مهارات القراءة، نوقشت في كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس السويسي بالمملكة المغربية دراسة بعنوان «فاعلية برنامج تدريبي في الإدارك البصري والسمعي وأثره في تنمية مهارات تعرف الكلمة لدى التلاميذ ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة بالمدارس الابتدائية في مملكة البحرين» بتاريخ 22/11/2008م، نال معدها درجة الدكتوراه الثانية في علوم التربية، تخصص السيكولوجية والتربية (الطفولة الصغرى) بتقدير مشرف جدا. وقد أشرف عليها أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس السويسي الأستاذ الدكتور العربي بن الفقيه. وقد هدفت الدراسة المذكورة إلى معرفة مدى فاعلية برنامج تدريبي مقترح -من إعداد الباحث- في بعض مهارات الإدراك البصري والسمعي، وأثره في تنمية بعض مهارات تعرف الكلمة على عينة من التلاميذ ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة المدموجين في المدارس الابتدائية في مملكة البحرين.
أما أهمية هذه الدراسة فقد تمثلت في تناولها الإعاقة الذهنية من منظور إدراكي، ومن ثم فإن هذا الاتجاه النمائي يمثل أحد المدخلات النظرية التي تحقق مزيدا من الفهم العلمي لطبيعة العلاقة بين مهارات الإدراك البصري والسمعي ومهارات تعرف الكلمة نظرا لوجود تباين بين نتائج الدراسات السابقة، وتباين المداخل النظرية التي تفسر طبيعة تلك العلاقة. كما قدمت هذه الدراسة برنامجا تدريبيا متكاملا لتنمية المهارات الإدراكية البصرية والسمعية لدى التلاميذ المعوقين ذهنيا بالمرحلة الابتدائية، ومن هنا، تبدو أهمية هذه الدراسة في تناولها المدخل النمائي في ذلك، باعتباره يمثل أحد مستحدثات مدخلات التدريس العلاجي التي يمكن أن يسهم في عملية تطوير الجانب العلاجي والتشخيصي لذوي الإعاقة الذهنية بدرجة بسيطة.
وتكونت عينة الدراسة الفعلية من 32 تمليذا وتلميذة، من التلاميذ البحرينيين ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة، المدموجين في أربع مدارس ابتدائية حكومية، بالمحافظة الوسطى، والعاصمة، والجنوبية، وقد قسموا إلى مجموعتين، إحداهما تجريبية، وأخرى ضابطة.
وقد اعتمدت الدراسة المنهج التجريبي للإجابة عن تساؤلات الدراسة، والتحقق من صحة فروضها. أما أدواتها فقد تمثلت في مقياسين في القدرة العقلية، ومقياسين في المهارات الإدراكية البصرية والسمعية، واختبار تشخيصي في مهارات تعرف الكلمة، بالإضافة إلى البرنامج التدريبي المقترح. أما أهم نتائجها فقد كانت كما يلي:
أولا: النتائج الخاصة
بمهارات الإدراك البصري:
1 - توجد فروق دالة إحصائيا بين القياسين القبلي والبعدي لدى المجموعتين التجريبية في جمع أبعاد مهارات الإدراك البصري، لصالح القياس البعدي، في حين لا توجد فروق دالة إحصائيا بين القياسين للمجموعة الضابطة في جميع تلك المهارات.
2 - توجد فروق ذات دلالة إحصائية في القياس البعدي في جميع أبعاد مهارات الإدراك البصري بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة، كما توجد فروق بينهما في متوسطي درجات التحصيل المكتسب لجميع أبعاد تلك المهارات، لصالح المجموعة التجريبية.
ثانيا: النتائج الخاصة بمهارات الإدراك السمعي:
1 - توجد فروق دالة إحصائيا بين القياسين القبلي والبعدي لدى المجموعة التجريبية في جميع أبعاد مهارات الإدراك السمعي لصالح القياس البعدي، باستثناء مهارة إعادة الأرقام بالعكس. في حين لا توجد فروق دالة إحصائيا بين القياسين للمجموعة الضابطة في جميع أبعاد مهارات الإدراك السمعي باستثناء التذكر السمعي للجمل، لصالح القياس البعدي.
2 - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين في القياس البعدي في جميع أبعاد مهارات الإدراك السمعي، ومتوسطي درجات التحصيل المكتسب لتلك المهارات لصالح المجموعة التجريبية، باستثناء بعدي إعادة الأرقام بالعكس، والتمييز السمعي للكلمات.
ثالثا: النتائج الخاصة بمهارات تعرف الكلمة:
1 - توجد فروق دالة إحصائيا بين القياسين القبلي والبعدي لدى المجموعة التجريبية في جميع المهارات الفرعية لمهارات تعرف الكلمة لصالح القياس البعدي، باستثناء مهارة نطق أصوات الحروف بالحركات، في حين لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة الضابطة في مهارات (تعرف الكلمة) في القياسين القبلي والبعيد.
2 - توجد فروق ذات دلالة إحصائية في التطبيق البعدي بين المجموعتين في جميع مهارات تعرف الكلمة، وبين متوسطي درجات التحصيل المكتسب بينهما في تلك المهارات، وذلك لصالح المجموعة التجريبية، باستثناء مهارة نطق أصوات الحروف بالحركات.
رابعا: النتائج الخاصة
بالفروق بين الجنسين
1 - لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات القياس البعدي لدى الجنسين في كل من المجموعتين في جميع أبعاد مهارات الإدراك البصري والسمعي، باستثناء التذكر السمعي للجمل، وذلك لصالح الإناث في المجموعة التجريبية.
2 - لا توجد فروق دلالة إحصائيا بين متوسطي درجات القياس البعدي لدى الجنسين في كل من المجموعة التجريبية والضابطة في جميع مهارات (تعرف الكلمة)، باستثناء مهارة التمييز بين الحروف المتشابهة شكلا المختلفة صوتا، وذلك لصالح الذكور في المجموعة التجريبية.
منصور عبدالله صيّاح
أستاذ التربية الخاصة المساعد
بجامعة الخليج العربي